يتميز جبل قاسيون الشهير عند السوريين بموقعه الاستراتيجي، إذ يطل على العاصمة السورية دمشق. تحيط به العديد من الأساطير والحكايات والتقاليد الشعبية، وقد احتفى به الشعراء والأدباء. وفي العصر الأموي، كان ملاذًا صيفيًا للملوك والأمراء.
أهميته التاريخية والاستراتيجية
يتمتع جبل قاسيون بأهمية دينية وتاريخية، إذ تربطه الأساطير بمقابر وأضرحة الأنبياء والشخصيات الدينية البارزة، وبأحداث مثل قصة قابيل وهابيل. يوفر الجبل ملاذًا باردًا في الصيف وشتاءً ثلجيًا، مع إمكانية الوصول إليه عبر حي الصالحية التاريخي. إن إرثه الروحي وجغرافيته الخلابة تجعله موقعًا رمزيًا واستراتيجيًا يطل على العاصمة.
منذ اندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١، تحول جبل قاسيون إلى قاعدة عسكرية استراتيجية. أغلق النظام السابق الطرق المؤدية إلى مرتفعات جبل قاسيون أمام المدنيين، وأقام حواجز أمنية على امتداده، نظرًا لسيطرته الاستراتيجية على دمشق والقصور الرئاسية.
بعد نجاح الثورة في إسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، فتح الجبل ذراعيه لاستقبال السوريين من جديد، ليصبح مزارًا دينيًا يعج بالزوار. وقد شكّل مقطع فيديو يظهر الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان وهما يستمتعان بشرب الشاي على قمته، محاطين بالصحافة والمدنيين، دلالة واضحة على تحرير الموقع وعودته إلى أهله.
مشروع تطوير السياحة
اجتمع وزير السياحة مازن الصالحاني مع محافظ دمشق ماهر مروان في مقر الوزارة، في 27 مايو/أيار، لمناقشة مشروع إعادة تأهيل جبل قاسيون كوجهة سياحية مميزة في سوريا، وفقًا لوكالة الأنباء السورية (سانا).
قدّم المشاركون عدة مقترحات لتطوير الجبل، منها إنشاء مدرجات توفر إطلالات واضحة من جميع الاتجاهات، وإنشاء حدائق وجلسات عائلية تحافظ على الخصوصية. كما تضمنت الخطط تنفيذ مشاريع موسمية صيفية وشتوية تتضمن شلالات ومطاعم، بالإضافة إلى نقاط طبية ونادٍ رياضي ومواقف سيارات.
ومن بين الأفكار المطروحة إضاءة تقليدية عالية الجودة مع عروض ضوئية احترافية على أجزاء من الجبل، وإضاءة شوارع زخرفية مستوحاة من التراث الدمشقي، وتجميل المواقع لتعزيز الهوية البصرية.
من جانبه، أكد الوزير صالحاني على أهمية التنسيق المستمر بين وزارة السياحة ومحافظة دمشق لضمان تنفيذ المشاريع بما يعزز السياحة في البلاد ويعزز تأهيل المعالم السياحية.
وأشار المحافظ مروان إلى ضرورة استدامة المشروع، موضحًا أن فكرة التطوير مستوحاة من خلية نحل، حيث تجعل معالم الجبل أشبه بشبكة من المواقع المترابطة، حيث يمكن للمجتمع المحلي الاستمتاع بالتجول في مسارات الجبل المتنوعة وسط الطبيعة والشلالات والحدائق في مكان واحد.
ستعود الحياة إلى قمة جبل قاسيون، حيث يتوافد السوريون والزوار من مختلف أنحاء العالم بأعداد كبيرة للاستمتاع بفنجان من القهوة أو الشاي ولقاء الأحبة.
