
في احتفالٍ أُقيم يوم الثلاثاء في قلعة حلب التاريخية، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع انتهاء حرب تحرير سوريا وبدء معركة جديدة، معركة إعادة الإعمار. وأُقيمت الفعالية تحت عنوان “حلب مفتاح النصر”، إحياءً لذكرى تحرير المدينة، وتكريمًا للمقاتلين والشهداء والعائلات التي ساهمت في تأمينها.
وانضمّ الحضور، من كبار الشخصيات العسكرية والسياسية والمحلية، إلى آلاف المواطنين ليشهدوا إعادة الرئيس درعًا رمزيًا إلى المدينة، كان قد تسلّمه قبل عامين من وجهاء حلب، مع قسمهم بالنصر.
وقال الشرع مخاطبًا أهالي حلب: “كتبتم المجد بدمائكم. انتهت حربنا مع الطغاة، وبدأت معركتنا ضد الفقر”. وشدّد على التحوّل من النصر العسكري إلى النهضة الاقتصادية والمدنية، داعيًا السوريين إلى “التشمير عن سواعدهم، وإتقان العمل، والتميّز في الإبداع”.
مدينةٌ ترمز إلى النصر الوطني
لعبت حلب دورًا محوريًا في نجاح حملة “ردع العدوان”، التي مثّلت انهيار معاقل النظام السابق في الشمال. كانت أول مركز حضري رئيسي يسقط بيد الثوار، ووفقًا للمحافظ عزام الغريب، كان تحريرها “ملحمة ستُروى للأجيال القادمة”.
أشاد الغريب بوحدات النخبة التي تسللت إلى مراكز عمليات العدو، مما أدى إلى انهيار النظام وإحداث تحول حاسم في مسار الحرب. وقال: “شجاعتهم خلف الخطوط أربكت القيادة، وقطعت الاتصالات، ومهدت الطريق لتحرير حلب”. كما شكر المحافظ الجرحى وعائلات الشهداء، واصفًا إياهم بـ”الأبطال الذين أعادوا مجد الوطن”.
من الاستراتيجية العسكرية إلى التجديد الاقتصادي
أكد كلٌّ من الرئيس الشرع ومحافظ حلب على أن النصر ليس مجرد انتصار على الأرض، بل رمزي، واضعًا حلب في صميم مستقبل سوريا. قال المحافظ: “من يحرر حلب يحرر بلاد الشام”، مرددًا إيمانًا راسخًا بأهميتها الاستراتيجية والثقافية. وذهب الشرع إلى أبعد من ذلك، واصفًا حلب بأنها “فرصة الشرق في زمن الدمار” و”منارة اقتصادية”.
اتسم خطاب الرئيس بلهجة عزم ووحدة. وقال: “لن يهدأ لنا بال حتى نعيد بناء سوريا من جديد ونُظهرها للعالم أجمع”. وأضاف، مستشهدًا بدعم الحلفاء الدوليين: “إنها ليست صدقة، بل ما كسبه السوريون من تضحيات”.
عهد متجدد وسط أنقاض تُبنى من جديد
في لحظة حافلة بالرمزية، أوفى الشرع بوعده بإعادة درع التكريم لأهالي حلب. وقال: “وفينا بوعدنا. من حلب، أُعلن: انتهت الحرب على الطغاة؛ وبدأت المعركة ضد الفقر”. لم يُختتم الحفل كنقطة نهاية، بل كدعوة للعمل – لتحويل النصر إلى ازدهار، وتحويل عزيمة ساحة المعركة إلى سلام دائم.