
دخلت العلاقات بين سوريا والمملكة الأردنية الهاشمية مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي. اتفقت الحكومتان السورية والأردنية على إنشاء مجلس تنسيقي أعلى لتعزيز الجهود المشتركة، مما يُمثل نقطة تحول مهمة في العلاقة بين دمشق وعمان.
زيارة تاريخية
في 20 مايو/أيار 2025، زار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، دمشق على رأس وفد وزاري أردني رفيع المستوى. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأردني في ختام مباحثاتهما في دمشق، صرّح الصفدي: “وقعنا اتفاقية لإنشاء مجلس تنسيقي أعلى لتعزيز العمل المشترك بما يخدم مصالح بلدينا”.
سيكون هذا المجلس بمثابة مظلة استراتيجية لتطوير التعاون، مما يسمح للبلدين باتخاذ قرارات سريعة بشأن القضايا الرئيسية. كما أنه يفتح فرصًا جديدة لشراكات فعّالة في قطاعات حيوية مثل التجارة والمياه والنقل والطاقة، مما يمهد الطريق لمستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا واستدامة.
زار وفد اقتصادي أردني رفيع المستوى سورية في 28 مايو/أيار، ضمّ رؤساء غرف التجارة وممثلين عن مختلف القطاعات الخدمية والصناعية. وعقد الوفد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين ومدراء أعمال وغرف التجارة السورية، مما يعكس توجهاً نحو تفعيل التعاون الاقتصادي المشترك وتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال التنمية والاستثمار.
شهدت دمشق انطلاقة ملموسة لهذه المرحلة الجديدة خلال اجتماع مشترك عقده اتحاد غرف التجارة السورية وغرفة تجارة الأردن. واختتم الاجتماع بالاتفاق على إعداد خارطة طريق شاملة للتعاون المستقبلي تشمل الاستثمار والتبادل التجاري والصناعة والزراعة والنقل والمصارف والصناعات الغذائية.
واتفق الجانبان على إنشاء مجلس أعمال سوري أردني وتشكيل لجان قطاعية لمعالجة معوقات التعاون الاقتصادي واقتراح حلول عملية. كما اتفقا على بدء عملية توأمة بين غرفتي التجارة في كلا البلدين وإنشاء مكتب تنسيق لتفعيل آليات المتابعة.
كما التقى نائب وزير الاقتصاد والصناعة، باسل عبد الحنان، مع رئيس غرفة تجارة الأردن، خليل الحاج توفيق، واتفقا على بحث تعزيز التعاون في المجالات الصناعية والتجارية وتحفيز الاستثمارات الثنائية. وأكدا على ضرورة الانتقال إلى اقتصاد حر قادر على الاندماج في الأسواق العالمية، مع تحقيق بيئة أعمال أكثر كفاءة وانفتاحًا.
وفي السياق نفسه، التقى وزير النقل السوري، الدكتور يعرب بدر، في دمشق، وفدًا صناعيًا أردنيًا برئاسة المهندس فتحي الجغبير، رئيس غرف صناعة عمّان. وناقشا تطوير التعاون في قطاع النقل، وتسهيل مرور الصادرات الأردنية عبر الأراضي السورية.
تعكس هذه المبادرات المشتركة رغبةً متبادلةً في إعادة صياغة العلاقات الاقتصادية على أسس متينة، تتلاءم مع المتغيرات الإقليمية، وتؤسس لمرحلة تعاون أكثر تنظيمًا وشمولية، قائمة على المصالح المشتركة، والانفتاح على الفرص المستقبلية.