
شنّت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات جوية مساء الجمعة قرب قرية بزاما الساحلية السورية بريف جبلة، مما أسفر عن ارتقاء مدني وإصابة اثنين آخرين على الأقل، وفقًا لتقارير محلية وفرق إسعاف.
استهدفت الغارات منشآت تابعة للواء 107 التابع للجيش السوري، الواقع في منطقة عين الشرقية المجاورة للقرية. وأفاد الدفاع المدني السوري، المعروف أيضًا باسم “الخوذ البيضاء”، بأن رجلاً توفي متأثرًا بإصابته بشظايا أثناء قيادته دراجة نارية على طريق بالقرب من الثكنة.
وقال الدفاع المدني السوري في بيان صدر يوم السبت: “صادف مروره بالتزامن مع شنّ الطائرات الحربية للغارات الجوية”. وانتشل الفريق جثة الضحية ونقلها إلى مستشفى جبلة.
وبعد وصولهم إلى مكان الحادث بوقت قصير، تلقّت فرق الإنقاذ بلاغات عن إصابتين أخريين داخل القرية نفسها. وقدّم طاقم إسعاف تابع للخوذ البيضاء العلاج للجرحى، الذين قالوا إنهم كانوا يقفون على شرفات منازلهم عندما وقعت الانفجارات. كما نُقل كلاهما إلى مستشفى جبلة لتلقي المزيد من العلاج.
إسرائيل تُشير إلى تهديد للملاحة البحرية
أكد الجيش الإسرائيلي الغارات، قائلاً إنها استهدفت مواقع تخزين أسلحة قرب اللاذقية، تحتوي على صواريخ يُزعم أنها “تُهدد الملاحة البحرية”. وأضاف الجيش أن العملية استهدفت أيضاً مكونات صواريخ أرض-جو في المنطقة، مُؤكداً على ضرورة الحفاظ على “حرية العمل” ومنع “التهديدات” للشحن الإسرائيلي والدولي.
تُمثل غارات ليلة الجمعة أول غارة جوية إسرائيلية مؤكدة على الأراضي السورية منذ قرابة الشهر. وفي بيان، قال الجيش الإسرائيلي إنه “سيواصل عملياته للحفاظ على حرية العمل في المنطقة”.
لم تُصدر وزارة الخارجية السورية رداً رسمياً حتى الآن، لكنها أدانت سابقاً أعمالاً مماثلة. وفي بيان صدر في مارس/آذار، اتهمت الوزارة إسرائيل بتقويض تعافي سوريا بعد الصراع، ودعت الهيئات الدولية إلى الضغط على إسرائيل لوقف هذه العمليات واحترام السيادة السورية.
الخسائر المدنية تُثير القلق
أكدت وسائل الإعلام الرسمية السورية، بما في ذلك وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) وقناة الإخبارية، سقوط ضحايا مدنيين، حيث أفادت بمقتل شخص وإصابة عدد آخر في ريفي جبلة وطرطوس. واستهدفت الغارات مواقع متعددة في المنطقة الساحلية الغربية، بما في ذلك محيط برج إسلام ورأس شمرا ومناطق شمال طرطوس.
تأتي هذه الغارة الأخيرة في ظل محادثات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل، حيث أفادت التقارير أن الجانبين يسعيان إلى إيجاد سبل لتخفيف التوترات الإقليمية. ورغم هذه المبادرة الدبلوماسية، تُشير الغارات إلى تقلب الوضع، لا سيما على طول الممر الغربي لسوريا، الذي يضم بنى تحتية عسكرية استراتيجية.
في حين تُصرّ إسرائيل على أن عملياتها دفاعية وتُركّز على وقف نقل الأسلحة وتطوير الصواريخ، تُفاقم أحداث يوم الجمعة الخسائر المدنية المتزايدة الناجمة عن الأعمال العدائية المستمرة في المنطقة.