
مع اتساع رقعة الاضطرابات في محافظة السويداء جنوب سوريا، يؤكد المسؤولون أن النشاط الإجرامي لمجموعة صغيرة من المسلحين، وليس المعارضة المدنية واسعة النطاق، هو السبب وراء الاضطرابات الأخيرة. ورغم التحديات المستمرة، تواصل الوزارات الحكومية بذل جهود حثيثة لتلبية احتياجات سكان السويداء وإعادة دمج المحافظة في استراتيجية التنمية الوطنية الأوسع.
التهريب و”نقص الوقود”
تحدث نائب وزير الطاقة لشؤون النفط، غياث فوزي دياب، عن نقص الوقود الأخير، عازيًا ذلك إلى أنماط الطلب غير المتوقعة في المنطقة. وقال دياب في بيان نشرته وزارة الطاقة في 2 يونيو/حزيران: “شهدنا بعض الأيام التي غاب فيها الطلب على الوقود في المحافظة، على الرغم من أننا نعمل على معالجة هذه المشكلة لضمان تلبية احتياجات المواطنين بشكل أفضل”.
وأشار دياب إلى أن جزءًا من المشكلة ينبع من قيام السكان بشراء الوقود المهرب من السوق السوداء. وحث المواطنين على التعاون مع السلطات للإبلاغ عن الممارسات غير القانونية، مشيرًا إلى تأثيرها على توافر الموارد الأساسية والأسواق المحلية.
التخريب وعدم الاستقرار يهددان التنمية
شهدت السويداء، المعروفة بتميزها الثقافي واستقرارها التاريخي، مؤخرًا أعمال تخريب مُستهدفة. أقدم لصوص على نزع أبراج الكهرباء، وقطع كابلات الإنترنت، ونهب البنية التحتية الحيوية للخدمات العامة. وقد أدى هذا الدمار إلى إعاقة إعادة الإعمار، وعزوف المستثمرين المحتملين عن مشاريع السياحة والتنمية المحلية، مما زاد من عزلة المحافظة في وقت تسعى فيه الجهود الوطنية إلى الاندماج والتعافي.
تؤكد مصادر حكومية أن هذه الإجراءات لا تعكس الإرادة الأوسع لسكان السويداء. فبينما لا تزال الغالبية العظمى من سكان السويداء تتطلع إلى الاستقرار والخدمات، والمشاركة في مستقبل تعافي البلاد، لا يزال هناك عنصر إجرامي صغير يستفيد من عدم الاستقرار والعزلة في المحافظة – المهربون، وعناصر النظام، وداعش، وأقلية انفصالية، هم أبرز المفسدين في المنطقة. وتُعدّ استقالة المحافظ مصطفى البكور مؤخرًا، إثر هجوم مسلح شنته مجموعة مارقة، دليلًا على هشاشة الوضع الأمني.
استراتيجية إعلامية متجذرة في الوحدة
في ظل الاضطرابات، اجتمع وزير الإعلام حمزة المصطفى مع مديرية إعلام السويداء في 2 يونيو/حزيران لإعادة هيكلة الحضور الإعلامي في المحافظة. ودعا إلى تغطية إعلامية تعكس دور السويداء التاريخي في النسيج الوطني السوري، وتواجه الصورة التي تروجها الروايات المعادية.
وقال مصطفى: “يجب أن يكون الإعلام منبرًا حقيقيًا ينقل أصوات أبناء السويداء، ويعكس التزامهم بالحلول الوطنية”. وأكد على ضرورة التصدي الفعال لحملات التضليل التي تشوه صورة غالبية سكان السويداء.
كما أكد الوزير على ضرورة تحسين ظروف عمل الإعلاميين وضمان وصولهم إلى المعلومات الموثقة عبر القنوات الرسمية. في الشهر الماضي، تعرضت مجموعة من الصحفيين للاعتداء والاحتجاز والسرقة على يد جماعات إجرامية أثناء تغطيتهم للأحداث في السويداء.
على الرغم من مواجهة مزيج معقد من التخريب الإجرامي والتشويه الإعلامي، يؤكد المسؤولون السوريون عزمهم على استعادة النظام وبناء الثقة في السويداء. رسالتهم واضحة: لن يتم التخلي عن الإدماج والخدمات في مواجهة الاضطرابات.