
في أول زيارة له إلى دمشق منذ سقوط نظام الأسد، ناقش المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، “إمكانية تطوير الطاقة النووية”. وأعلن غروسي خلال زيارته في 4 يونيو/حزيران أن الحكومة السورية وافقت على منح مفتشي الوكالة حق الوصول الفوري إلى مواقع نووية كان يُشتبه بوجودها سابقًا في سوريا.
وفي تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، قال غروسي إن هدف الوكالة في سوريا هو “توضيح بعض الأنشطة التي جرت في الماضي، والتي تعتقد الوكالة أنها ربما كانت مرتبطة بالأسلحة النووية”، واصفًا الحكومة السورية الجديدة بأنها “ملتزمة بالانفتاح على العالم والتعاون الدولي”.
وبخصوص المواقع التي يعتزم مفتشو الوكالة زيارتها، قال غروسي إنهم يخططون للعودة إلى مفاعل الكبر في دير الزور، إلى جانب ثلاثة مواقع أخرى ذات صلة، بما في ذلك مواقع خاضعة لضمانات الوكالة: مفاعل نيوتروني مصغر في العاصمة دمشق، ومنشأة لمعالجة اليورانيوم الأصفر في حمص.
أوضح غروسي أن الوكالة “تسعى لتضييق نطاق تركيزها على تلك المسائل أو تلك التي قد تكون ذات أهمية حقيقية”، مضيفًا أنه “على الرغم من عدم وجود مؤشرات على انبعاثات إشعاعية من المواقع، إلا أن الوكالة تشعر بالقلق من احتمال وجود يورانيوم مخصب في مكان ما، وإمكانية إعادة استخدامه أو تهريبه أو الاتجار به”. وأعربت الوكالة عن أملها في استكمال عملية التفتيش في المواقع النووية السابقة في سوريا خلال أشهر.
الطاقة النووية والتطبيقات الطبية
التقى الرئيس السوري أحمد الشرع بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية غروسي في دمشق. ووفقًا للمدير، أعرب الرئيس عن اهتمامه بالحصول على الطاقة النووية لسوريا في وقت ما في المستقبل. وخلال اجتماع دمشق، قال غروسي إن الوكالة ستبدأ “باستكشاف فرص استخدام الطاقة النووية في سوريا”.
بالإضافة إلى استئناف عمليات التفتيش، فإن الوكالة مستعدة لنقل المعدات النووية الطبية والمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية للعلاج الإشعاعي والطب النووي وعلاج الأورام في نظام الرعاية الصحية الضعيف للغاية. وأضاف غروسي أن الشرع “أظهر رغبةً إيجابيةً للغاية في التحدث معنا وتمكيننا من تنفيذ الأنشطة اللازمة”.
السلام يُمكّن التنمية
وفي سياقٍ متصل، وقّع وزير الخارجية أسعد الشيباني مذكرة تفاهم بين سورية والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التعاون في مجالات الأمن الغذائي ومكافحة السرطان من خلال مبادرتي “الذرة مقابل الغذاء” و”أشعة الأمل” التابعتين للوكالة. وقال غروسي عن الرئيس السوري: “أُقدّر شجاعة الشرع في التعاون بشفافية تامة لطي صفحة من ماضي سورية… فمنع الانتشار هو السلام، والسلام يُمكّن التنمية”.