
احتفل السوريون بعيد الأضحى المبارك يوم الجمعة بصلوات شعبية حاشدة، وتجمعات مؤثرة، ورسالة تعافي وطني من الرئيس أحمد الشرع، في أول احتفال من نوعه منذ سقوط نظام الأسد.
في خطاب مصور بثه مكتب الرئاسة صباح الجمعة، هنأ الرئيس الشرع السوريين، مسلطًا الضوء على الأهمية الرمزية لعيد هذا العام. وقال: “إلى الشعب السوري الكريم في القرى والبلدات والمدن ومخيمات النزوح، وإلى الحجاج الكرام، كل عام وأنتم بخير”. يأتي هذا العيد وسوريا، إن شاء الله، تتعافى من معاناتها التي استمرت 14 عامًا.
أدى الرئيس صلاة العيد في قصر الشعب بدمشق، بحضور وزراء الدولة والمسؤولين العسكريين وممثلي العشائر والزعماء الدينيين. بعد ذلك، تلقى التهاني من كبار الشخصيات ورجال الدين، معززًا بذلك سعي إدارته لتعزيز الوحدة والاستقرار.
الساحات العامة تستعيد دورها
في مشاهد لم تشهدها سوريا منذ أكثر من عقد، تجمع آلاف السوريين لأداء صلاة العيد في المدن والبلدات والأرياف. امتلأت ساحة الجندي المجهول في دمشق بالمصلين تحت حراسة أمنية مشددة من الأجهزة الأمنية والشرطية. حضر الصلاة محافظ دمشق ماهر مروان، إلى جانب حشود غفيرة في الجامع الأموي وساحة الزاهرة الجديدة.
في حلب، أقيمت الصلاة في جامع نور الشهداء في حي الشعار الذي مزقته الحرب، حيث ترأس المحافظ عزام الغريب اجتماعًا بعد الصلاة للاستماع إلى احتياجات السكان المحليين. أشار السكان المحليون إلى أهمية وجود المحافظ في منطقة لا تزال تواجه تحديات إنسانية جسيمة.
في محافظة إدلب، أشارت الصلاة في الجامع الأموي الكبير الذي أُعيد ترميمه في معرة النعمان إلى عودة الشعائر الدينية الجماعية. وانضم المحافظ محمد عبد الرحمن إلى سكان سراقب – المدينة التي عانت من ندوب عميقة جراء سنوات حرب الأسد على الشعب السوري – لأداء الصلاة في الملعب، مؤكدًا تركيز الإدارة على التعافي المحلي.
زيارة الرئيس الشرع إلى “مهد الثورة”
زار الرئيس الشرع درعا بعد ظهر يوم الجمعة، في أول زيارة له إلى المحافظة كرئيس للدولة. وتتمتع درعا، التي تُعتبر على نطاق واسع مهد الانتفاضة في عام 2011، بأهمية رمزية عميقة في تاريخ سوريا الحديث. وفي الجامع العمري، استقبل الرئيس حشودًا من الشخصيات المحلية.
جاءت زيارته بعد صلاة عيد الفطر في مدينة إزرع، بحضور المحافظ أنور طه الزعبي والعميد شاهر جبر عمران، مدير الأمن الداخلي في المحافظة.
رسالة تعافي وطني
في حماة وحمص ودير الزور واللاذقية، انضمّ محافظو المحافظات ومسؤولو الأمن إلى السكان في المساجد والساحات العامة، معززين رسالة الحكومة المتمثلة في الشعائر الدينية المقترنة بالمشاركة المدنية.
في حمص، تجمع المصلون في مسجد خالد بن الوليد التاريخي وفي حي بابا عمرو. وفي دير الزور، احتشدت حشود غفيرة في الملعب البلدي، مرددين أناشيد العيد التقليدية.
كان الموضوع المتكرر في فعاليات الأمس – من الخطابات الرئاسية إلى التجمعات المحلية – هو التعافي والتجديد. وبينما تشق سوريا طريقها نحو التعافي، مثّل عيد الأضحى الأول في ظل القيادة الجديدة خطوة رمزية وروحية نحو اللحمة الوطنية.