
أُفرج يوم الأحد عن 42 عائلة سورية، يبلغ مجموع أفرادها 178 فردًا، من مخيم الهول شرقي الحسكة، ونُقلت إلى منازلها في محافظة حلب. وتُعد هذه العملية، التي تدعمها وزارة الخارجية الأمريكية وتُنفذ تحت إشراف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المرحلة الأولى من مبادرة إعادة توطين جديدة تُعرف باسم “قافلة الأمل”.
يأتي الإفراج بعد أشهر من التنسيق المشترك بين الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا والحكومة السورية وعدد من المنظمات الدولية والمحلية. ووفقًا لبيان صادر عن إدارة مخيم الهول، شملت العائلات التي غادرت مرضى بأمراض مزمنة وحالات إنسانية، وقد أُعطيت الأولوية لعودتهم.
الاتفاق الثلاثي يسهل الحركة
تأتي عملية الإعادة عقب اتفاقٍ أُبرم خلال اجتماعٍ ثلاثيٍّ عُقد في المخيم في مايو/أيار الماضي، ضمّ ممثلين عن الحكومة السورية والتحالف الدولي والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. وقد أنشأ الاتفاق آليةً رسميةً لإجلاء النازحين السوريين بطريقةٍ منظمةٍ وآمنة، بهدف تسهيل إعادة دمجهم في مناطقهم الأصلية.
وقالت جيهان حنان، الرئيسة المشاركة لمخيم الهول: “تعكس هذه المبادرة التزامنا المستمر بضمان عودة النازحين السوريين إلى ديارهم بكرامة وأمان”.
نُقل العائدون عبر حافلات ومركبات رتّبها معهد DT والمركز السوري للدراسات، بالتعاون مع الجهات الحكومية السورية. وقُدّم الدعم الطبي واللوجستي طوال العملية.
أول عودة إلى حلب منذ زيارة الوفد في مايو
تُعد هذه الخطوة أول عودة لسكان حلب منذ زيارة وفد حكومي سوري للمخيم في مايو/أيار الماضي. ضمّ الوفد مسؤولين من وزارتي الخارجية والداخلية، وممثلين عن وحدات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى أعضاء من التحالف الدولي.
الهول، أحد أكبر مخيمات النازحين وأكثرها إثارة للجدل في سوريا، يضم حاليًا أكثر من 11,000 نازح سوري موزعين على حوالي 2,100 عائلة. كما يضم المخيم 15,000 لاجئ عراقي وحوالي 6,389 فردًا من أكثر من 45 دولة، العديد منهم مرتبطون بمقاتلي داعش السابقين.
لا يزال مستقبل المخيم يشكل نقطة اشتعال
بينما تُصرّ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على أن العودة طوعية وقائمة على معايير إنسانية، يبقى المخيم رمزًا مثيرًا للجدل لسوريا ما بعد الصراع. صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، مؤخرًا بأن إصلاحات جارية لتحويل مخيم الهول “من بؤرة لاإنسانية إلى مركز علاج مجتمعي شامل”.
يتزايد الضغط الإقليمي. فقد جدد وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي دعواته لإغلاق المعسكر في وقت سابق من هذا الشهر، مشيرًا إلى استمرار المخاوف الأمنية ورفض العديد من الدول الأوروبية إعادة مواطنيها.
رغم هذه التحديات، يرى قادة الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا أن الإفراج يوم الأحد يُعدّ خطوةً مهمةً إلى الأمام. وصرح شيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا: “لن تتوقف جهودنا عند هذا الحد. نحن نعمل على إنهاء هذه المعاناة، عائلةً تلو الأخرى”.