
كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها خلال توغلها لريف القنيطرة جنوب سوريا، حيث نفذت اعتداءات على منازل المدنيين والمدارس والبنية التحتية، فيما وصفه السكان والمسؤولون بأنه نمط من الانتهاكات المتصاعدة للسيادة السورية والقانون الدولي.
في 15 يونيو/حزيران، اقتحمت وحدة عسكرية إسرائيلية مدرسةً في قرية الحرية بريف القنيطرة الشمالي فجرًا. ووفقًا لمراسل إخباري محلي، حطم الجنود أبوابًا وأتلفوا محتويات المبنى قبل انسحابهم إلى مواقعهم على طول الحدود. وجاءت هذه الحادثة في أعقاب سلسلة من المداهمات المماثلة، بما في ذلك اقتحام بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي في 12 يونيو/حزيران، حيث قُتل شابٌّ واختُطف سبعة آخرون على يد القوات الإسرائيلية.
في يوم الإثنين منالأسبوع نفسه، دخلت أربع آليات عسكرية إسرائيلية قرية الصمدانية الشرقية جنوب القنيطرة. قام الجنود بتفتيش المنازل. ولا تزال أسباب ونتائج العملية مجهولة، وفقًا لما ذكرته رابطة أحرار حوران، وهي مجموعة رصد محلية.
المداهمات شبه اليومية تعطل حياة السوريين
أثار تواتر النشاط العسكري الإسرائيلي في المنطقة قلق السكان. قبل يوم من مداهمة مدرسة الحرية، اعتقلت القوات طفلين يلعبان كرة القدم في مدرسة محلية ببلدة كودنة المجاورة، متهمةً إياهما بـ”تصوير مواقع عسكرية”.
أفادت مصادر محلية في جبة وقرى أخرى في المنطقة الوسطى بمحافظة القنيطرة بمداهمات منازل وتدمير محطة مياه تعمل بالطاقة الشمسية قرب كودنة. وقال أحد السكان، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام: “أطلقوا النار على الألواح الشمسية التي تُغذي قريتنا بالمياه. نفقد الوصول إلى احتياجاتنا الأساسية، ولا أحد يُحاسب”.
يقول السكان إن القوات الإسرائيلية تُقيم بانتظام نقاط تفتيش مؤقتة، وتُفتّش المدنيين، وتُصادر الهواتف، وتُدمّر الأراضي الزراعية. ووفقًا لقناة تلفزيون سوريا، هُدم 15 منزلًا بين ليلة 16 وصباح 17 يونيو/حزيران في الحميدية – بزعم “قربها الشديد” من موقع عسكري إسرائيلي أنشئ حديثاً – مما زاد من تأجيج الاتهامات بالعقاب الجماعي والتهجير.
تصاعد الإدانة الدولية
أدان وزير الخارجية أسعد الشيباني، خلال حديثه الشهر الماضي مع نظيريه التركي والأردني في أنقرة، الانتهاكات المستمرة. وقال الشيباني: “حدودنا تتعرض لانتهاكات إسرائيلية مستمرة. هذه الغارات الجوية والتوغلات ليست دفاعية، بل تهدف إلى زعزعة استقرار سوريا”.
وأدانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى التوغلات الإسرائيلية المتكررة، بما في ذلك الغارات على المناطق المدنية والمواقع العسكرية.
رغم هذه الإدانات، لم تُقرّ إسرائيل بالعمليات الأخيرة ولم تُقدّم أي تفسير رسمي. ومع مرور كل أسبوع، يستمرّ نمط المداهمات والاعتقالات، مما يُثير مخاوف بشأن عدم الاستقرار طويل الأمد وتآكل وحدة الأراضي السورية في المناطق الحدودية.