
مع تصاعد حدة المواجهة بين إسرائيل وإيران، تحوّلت الأجواء السورية إلى ساحة معركة، مما يُعرّض المدنيين لخطر متزايد. وقد بدأت تداعيات سقوط الطائرات المسيّرة واعتراض الصواريخ تظهر على الأرض، حيث أفاد السكان بوقوع انفجارات وحرائق وإصابات مباشرة في منازل بعدة محافظات.
في 15 يونيو/حزيران، سقطت طائرة مسيرة يُشتبه أنها إيرانية على منزل في منطقة الطليعي بريف طرطوس، ما أسفر عن مقتل امرأة واشتعال النيران في المبنى بأكمله. وكانت هذه أول حالة وفاة مدنية مرتبطة مباشرةً بالتصعيد الجوي بين الخصمين الإقليميين.
أكد مسؤولون محليون وقوع الانفجار حوالي الساعة العاشرة صباحًا. وسارعت فرق الطوارئ إلى إخماد الحريق وإخلاء المنازل المجاورة. يأتي هذا الحادث في ظل تزايد انتهاكات المجال الجوي، حيث أفادت تقارير عن عبور عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية الأجواء السورية في طريقها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكثيرًا ما يتم اعتراضها في الجو.
حطام متساقط وتحذيرات متزايدة
في وقت سابق من اليوم نفسه، سقطت طائرة إيرانية مسيرة قرب عين الزبدة بريف القنيطرة الجنوبي. ورغم عدم الإبلاغ عن إصابات، أبلغ سكان المنطقة الجهات المعنية لتأمين موقع التحطم. قبل يومين، سقط صاروخ على أطراف بلدة زاكية بريف دمشق ، محدثًا حفرة كبيرة. في غضون ذلك، سقطت شظايا صاروخية أيضًا في محافظة درعا دون أن تُلحق أضرارًا، مما يُشير إلى عشوائية هذه التهديدات.
استجابةً للمخاطر المتزايدة، كرّر وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، إرشادات السلامة العامة. وقال الصالح في بيان عام: “نؤكد على عدم لمس أي جسم غريب. اتركوا التعامل معه لفرق الهندسة أو فرق إزالة مخلفات الحرب، وأبلغوا فورًا عن أي بقايا أو أجسام ناتجة عن أحداث عسكرية جارية”.
تلقى سكان منطقة حوض اليرموك غرب درعا تحذيرات مباشرة من الجيش الإسرائيلي عبر رسائل نصية. ووفقًا لرابطة أحرار حوران، حثّت الرسائل السكان باللغة العربية على اللجوء إلى الملاجئ فورًا تحسبًا لإنذارات متوقعة، وشدّدت على أهمية البقاء في “مناطق محمية”.
منطقة محاصرة بين القوى الإقليمية
ازدادت وتيرة وشدة النشاط الجوي فوق سوريا بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، حيث أفادت تقارير بأن عدد الطائرات المُعترضة تجاوز ثماني طائرات في يوم واحد جنوب سوريا، وفقًا لمجموعات رصد محلية. وقد أشعلت هذه الاعتراضات حرائق في مناطق متعددة، ونشرت الذعر بين السكان الذين يعانون أصلًا من ضغوط سنوات من الصراع.
يواجه المدنيون السوريون، وخاصةً في المناطق الحدودية قرب القنيطرة ودرعا، تهديدًا مزدوجًا: استمرار التوغلات البرية الإسرائيلية من قِبل قوات الاحتلال ، وخطر سقوط الحطام الجوي الناجم عن الاشتباكات بين قوتين إقليميتين. وتُحذّر المنظمات الإنسانية من أنه في ظل عدم عمل إيران أو إسرائيل بشفافية حذر داخل المجال الجوي السوري، يظل السكان المدنيون عُرضةً للخطر بشكل مُقلق.
مع ازدحام سماء سوريا بالطائرات الأجنبية والذخائر التي تم اعتراضها، تتحمل المجتمعات المحلية وطأة صراع لا علاقة لها به إلى حد كبير – ولكنه يدور مباشرة فوق منازلهم.