
أدانت حكومات ومنظمات دينية في شتى أنحاء العالم التفجير الانتحاري الذي وقع يوم الأحد في كنيسة مار إلياس بدمشق، واصفين الهجوم، الذي أودى بحياة 27 مدنياً وأصاب 59 آخرين، بأنه اعتداء وحشي على الحرية الدينية والوحدة والسلام الأهلي. وأشارت وزارة الداخلية السورية إلى أن التفجير، الذي وقع خلال قداس الأحد، قام به انتحاري مرتبط بتنظيم داعش.
المجتمع الدولي يدين الهجوم
جاءت الإدانة سريعاً من عواصم العالم. وصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غيـر بيـدرسن، التفجير بأنه “جريمة شنعاء”، وحث جميع الأطراف على رفض الإرهاب وحماية المدنيين. ووصفت المملكة المتحدة هذا العمل بـ “الهجوم المروع”، مؤكدة تضامنها مع المجتمع المسيحي في سوريا.
قدم المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، التعازي “بالنيابة عن الرئيس دونالد ترامب والشعب الأمريكي”، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال “الجبانة” تهدد النسيج المتنوع للمجتمع السوري.
أصدرت كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا بيانات قوية تضامناً مع سوريا، حيث جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموين، تأكيد التزام فرنسا بسوريا السلمية والتعددية. كما أدانت تركيا التفجير ووصفته بـ “الهجوم الخبيث”، متعهدة باستمرار دعمها لسوريا في مكافحة الإرهاب.
ردود فعل إقليمية تبرز الخسارة المشتركة
انضمت الدول المجاورة إلى إدانة الهجوم. وصف رئيس لبنان، جوزيف عون، ورئيس الوزراء، نواف سلام، التفجير بأنه محاولة خبيثة لزعزعة الوحدة الاجتماعية في سوريا. وأكدت وزارة الخارجية الأردنية دعمها الكامل لأمن سوريا، بينما دعت البحرين إلى تعزيز حماية المواقع الدينية.
وأصدر رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط بياناً مشتركاً ينعون فيه الضحايا الذين قُتلوا أثناء “اجتماعهم للصلاة”. ودعا المجلس الحكومة السورية لحماية جميع أصحاب المذاهب وضمان حرية العبادة.
القادة الدينيون والحكوميون يدعون إلى المساءلة
محلياً، أكدت ردود الفعل على مشاعر من الحزن والعزيمة. قال محافظ دمشق، ماهر مروان، إن الهجوم استهدف جميع السوريين، وتعهد بإعادة ترميم الكنيسة. وأدان وزير الخارجية أسعد الشيباني التفجير، مؤكداً أنه لن يقوض “وحدة وإرادة شعبنا”.
ووصفت بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس التفجير بأنه “جريمة مروعة” وانتهاك لقدسية الكنيسة. وأُفيد بأن البطريرك يوحنا العاشر تواصل مباشرة مع المسؤولين ورجال الدين الدوليين عقب الهجوم.
ووصف عبد الرحيم عطون، رئيس المكتب الاستشاري للشؤون الدينية، التفجير بأنه جريمة تنتهك المبادئ الدينية والقانونية والاجتماعية. ودعا إلى فرض عقوبات رادعة لمنع تكرار مثل هذه الأفعال.
موقف موحد ضد الإرهاب
ردد الوزراء في الحكومة السورية رسائل مشابهة، مؤكدين على الوحدة والحاجة إلى تحقيق العدالة. وتعهّد وزير العدل مظهر الويس، بملاحقة المسؤولين عن الحادث، فيما وصفت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات، التفجير بأنه “هجوم على جميع السوريين”.
رغم المأساة، تعهّد المسؤولون والمواطنون السوريون على حد سواء بالبقاء موحدين. وقال الشيباني: “إن هذه الجريمة لن تعزز إلا عزيمتنا على حماية وحدة سوريا وإعادة البناء في مواجهة الإرهاب.”