
نفّذت القوات الإسرائيلية سلسلة من التوغلات والغارات الجوية والانتهاكات عبر خط وقف إطلاق النار في جنوب سوريا منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر، مما أثار إدانة دمشق ومخاوف الأمم المتحدة بشأن الانتهاكات المتكررة لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
ووقع آخر هذه الانتهاكات يوم السبت 28 يونيو، عندما دخلت القوات الإسرائيلية قرية كودنة في محافظة القنيطرة وداهمت منزلًا. وفي اليوم نفسه، توغلت القوات لفترة وجيزة في الضواحي الغربية لبيت جن بريف دمشق وأقامت حاجزًا مؤقتًا قبل انسحابها. كما شهدت قرية الصمدانية الواقعة في ريف دمشق، توغلاً في 12 يونيو/حزيران، قتل فيها جنود إسرائيليون مدنيًا واختطفوا سبعة آخرين.
في اليوم السابق، دخلت دوريات إسرائيلية الصمدانية ونشرت حواجز واعتلت أسطح المنازل، وأجرت عمليات تفتيش غير قانونية للمنازل. لم تُبلغ عن أي عمليات اختطاف، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أن الجنود استخدموا الذخيرة الحية وألحقوا أضرارًا بالعديد من الممتلكات.
التواجد العسكري يتوسع في المناطق المدنية
أكدت تقارير من درعا 24 وقوع انتهاكات إضافية في 28 يونيو/حزيران في قرية الرويحنة، حيث وصلت قوات إسرائيلية بالدبابات والعربات المدرعة، وأطلقت النار واقتحمت المنازل. وفي وقت سابق من ذلك الأسبوع، شوهدت قوات أيضًا بالقرب من صيدا وسد أبو منطرة في القنيطرة، بينما أقامت الحواجز على طريق جباتا الخشب.
ووفقًا لوكالة الأناضول، أقر الجيش الإسرائيلي بهذه العمليات، ووصفها بأنها عمليات استهدفت “مستودعات أسلحة”، وذكر أن الأفراد الذين تم اعتقالهم من هذه المواقع نُقلوا إلى إسرائيل للاستجواب. ولا تزال الفرقة 210 التابعة للجيش العاملة من جبل الشيخ إلى المثلث الحدودي الأردني، في حالة تأهب قصوى.
يعاني المدنيون السوريون من عدوان وانتهاكات إسرائيلية متواصلة. في 16 يونيو/حزيران، هدمت القوات الإسرائيلية 10 منازل في بلدة الحميدية بعد إصدار “تحذيرات بالإخلاء”. كما قيدت الوصول إلى مصادر المياه، بما في ذلك سدي المنطرة والرويحينة.
استهداف الصحفيين أثناء تغطية آثار الغارة الجوية
تعرض الصحفيون الذين يغطون الأحداث في المنطقة للمضايقات. ففي 14 يونيو/حزيران، استُجوب نادر دبو والناشطة الإعلامية نور جولان أثناء تغطيتهما لآثار تحطم طائرة مسيرة إيرانية في القنيطرة. وأدانت رابطة الصحفيين السوريين هذه المعاملة في بيان صدر في 15 يونيو/حزيران، داعيةً إلى تحقيق دولي مستقل، ومشيرةً إلى انتهاكات لاتفاقيات جنيف.
مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من انتهاك المعاهدة
صرح جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، بأن الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة ينتهك اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. وصرح لاكروا للصحفيين في نيويورك في 27 يونيو/حزيران قائلاً: “لا يُسمح إلا لقوات الأندوف بالتواجد في تلك المنطقة”. وأكد على دور قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الحفاظ على الاستقرار والتنسيق بين إسرائيل وسوريا.
وأشار لاكروا إلى أن الحكومة السورية الجديدة تعهدت بالتعاون الكامل مع الأندوف، وأعربت عن استعدادها لتولي مسؤوليات الأمن في جميع أنحاء أراضيها، بما في ذلك المنطقة الخاضعة لرقابة الأمم المتحدة. وجاءت تصريحاته قبيل المراجعة المتوقعة من مجلس الأمن الدولي لتفويض البعثة.
كما جددت وزارة الدفاع السورية دعمها لعمليات الأمم المتحدة، عقب اجتماعات بين وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، ومسؤولين في الأمم المتحدة بهدف تعزيز التنسيق لتحقيق الاستقرار في المنطقة.