
ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع كلمة أمام الشعب السوري خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، الذي أقيم مساء يوم الخميس 3 تموز/يوليو في قصر الشعب بدمشق. ويجسد هذا الحدث التحوّل التاريخي الذي شهدته الدولة السورية بعد سنوات من التحديات.
هوية تعيد تعريف العقد الاجتماعي
افتتح وزير الإعلام حمزة المصطفى، الفعالية مؤكداً:
نحن على عتبة سردية جديدة، لا تقوم على البهرجة البصرية، بل على إعادة رسم العلاقة بين المجتمع والدولة. هذه الهوية ثمرة مخاض صعب، وتجسيد لسوريا الجديدة؛ فضاء سياسي من الشعب ولأجل الشعب. شارك في صياغتها السوريون في الداخل والخارج، لتعبر عنهم جميعاً، ولتنطق بحقيقة دولتهم الجديدة: دولة المواطنة والرعاية، لا الامتيازات.”
استعادة الموقع الدولي
أما وزير الخارجية أسعد الشيباني، فقد أوضح الاستراتيجية الدبلوماسية الجديدة لسوريا بقوله:
“رفضنا الواقع المتآكل، وعملنا بإصرار على إعادة الحضور السوري إلى الساحة الدولية. في كل لقاء عرضنا وجه سوريا الحقيقي، بعيداً عن شعارات الماضي. واليوم، نعلن أن العودة لم تعد أمنية، بل أصبحت واقعاً. دمشق تستعيد موقعها كبوابة الشرق، وهذا الاحتفال هو إعلان ثقافي بانتهاء مرحلة الظلم التي جسّدها النظام السابق بشعاراته.”
هوية تنطق باسم سوريا
مدير فريق تطوير الهوية البصرية، وسيم قدورة، أوضح فلسفة الهوية الجديدة قائلاً:
“لم نصنع شعاراً فقط، بل بنينا هوية وطنية شاملة تعبّر عن هيبة الدولة وثقافتها. أهدي هذا العمل لأرواح شهداء الثورة السورية، ولكل من حرر الوطن ويساهم اليوم في بنائه. ونطلقها اليوم آملين بأن تكون فعل انتماء ووعي جماعي نحو المستقبل”.
تنوع سوريا مصدر غناها وقوتها
في ختام الحفل، ألقى الرئيس أحمد الشرع كلمة وصف فيها هذا الحدث بالتاريخي، مشيراً إلى أن دمشق هي “عاصمة العالم الأول”، وبأنها “بدايته ومنتهاه”.
وأكد الرئيس أن الشعب السوري هو من يصنع التاريخ، وأن دماءه لم تذهب سدىً، وأن صوته سُمع، وهجرته توقفت، وسجونه انحلّت، وصبره أثمر نصراً.
واعتبر أن الهوية البصرية الجديدة تعبّر عن سوريا الموحدة التي ترفض التقسيم أو الانقسام، مشدداً على أن التنوع الثقافي والعرقي فيها هو عامل إثراء وغنى وقوة لا ضعف أو صراع.
وفي ختام كلمته، حيّا الشرع الشباب السوري الذين ساهموا في بناء هذه الهوية، مؤكداً أن “سوريا الحبيبة تستحق أكثر”، ومعلناً القطيعة التامة مع ماضي الاستبداد والظلم.