
شاركت سوريا في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FFD4) التابع للأمم المتحدة، الذي عقد في مدينة إشبيلية الإسبانية، على أمل تعزيز جهود إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات الدولية.
يُعد المؤتمر منصة فريدة لإصلاح أنظمة التمويل على المستويات كافة، ويجمع بين الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات المالية والشركات والمجتمع المدني لمواجهة احتياجات تمويل أهداف التنمية المستدامة. وقد عُقد المؤتمر في إشبيلية بين 30 حزيران و3 تموز.
رؤية سوريا للتعافي الاقتصادي
شارك وزير الاقتصاد والصناعة السوري، الدكتور محمد الشعار، في المؤتمر إلى جانب عدد كبير من قادة الدول وممثلي المؤسسات الدولية وخبراء الاقتصاد من مختلف أنحاء العالم.
وقد استعرض الشعار خلال كلمته “رؤية سوريا 2035” للتعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة، مشيراً إلى أن سوريا تعمل على خلق بيئة استثمارية جاذبة من خلال تطوير التشريعات، وتحفيز القطاعات الإنتاجية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص المحلي والدولي.
وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب نظاماً مالياً دولياً أكثر عدلاً وشمولاً، يأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجهها الدول الخارجة من أزمات طويلة، داعياً إلى تمكين هذه الدول من الوصول إلى التمويل الميسر وتخفيف أعباء الديون.
كما عقد الوزير عدة لقاءات ثنائية على هامش المؤتمر مع ممثلين عن مؤسسات مالية وتنموية دولية، بحث خلالها فرص التعاون في مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية والصناعات التحويلية.
مكاسب سوريا من المشاركة في FFD4
يمكن أن تساهم مشاركة سوريا الفعّالة في المؤتمر في تحسين صورتها كوجهة استثمارية، ما قد يؤدي إلى جذب المستثمرين المحليين والأجانب الراغبين بالمساهمة في جهود إعادة الإعمار والتنمية.
كما تتيح هذه المشاركة تسليط الضوء على التحديات التي لا تزال تواجه سوريا، بما يعزز فرص الحصول على دعم دولي إضافي ومناصرة أكبر للمساعدات الإنسانية والتنموية.
ويهدف المؤتمر إلى اعتماد وثيقة سياسية تُعرف بـ”تعهد إشبيلية”، تتضمن إصلاحات واسعة في هيكل تمويل التنمية العالمية، تشمل إعادة هيكلة الديون، وإصلاح الأنظمة الضريبية الدولية، وتحفيز الاستثمار عبر أهداف التنمية المستدامة، في ظل تقديرات تشير إلى أن فجوة تمويل التنمية العالمية تبلغ حوالي 4 تريليونات دولار سنوياً.
وتُعد مشاركة سوريا في FFD4 خطوة مهمة في دفع أجندتها التنموية إلى الأمام، وجذب الدعم، وتأسيس بيئة تعاون دولي تدعم جهود إعادة البناء والنمو.