
أكدت الزيارة الرسمية الثانية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع على تنامي التوافق الدبلوماسي والاقتصادي بين دمشق وأبوظبي، في ظل استمرار سوريا في استعادة دورها الإقليمي بعد رفع معظم العقوبات الدولية عنها.
وصل الشرع إلى أبوظبي مساء 7 تموز، في مستهل جولة خليجية جديدة تهدف إلى جذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات الاستراتيجية. وكان في استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد. وتأتي هذه الزيارة في أعقاب زيارة الشرع في 13 أبريل، والتي تُمثل استمرارًا للتعاون رفيع المستوى بين البلدين.
التركيز على التعافي الاقتصادي
في لقاءات رسمية عُقدت يوم الثلاثاء، التقى الرئيس الشرع برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد لمناقشة توسيع التعاون الاقتصادي والتنموي. ووفقًا للمستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، فإن الحوار “يجسد عمق العلاقات الأخوية” ويؤكد التزام الإمارات بدعم تعافي سوريا.
وقال قرقاش، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي X، إن المناقشات ركزت على التنمية الاقتصادية باعتبارها الطريق الرئيسي للاستقرار والنمو. وكتب: “النجاح الاقتصادي والتنموي كافٍ لوضع سوريا على طريق التعافي والازدهار”، مسلطًا الضوء على دور الإمارات في استراتيجية إعادة إعمار سوريا.
الجالية السورية في الإمارات: جسر للتواصل
كما سلط قرقاش الضوء على دور ما يقرب من 400 ألف سوري يعيشون في الإمارات، واصفًا نجاحهم الملهم بأنه أحد “مفاتيح التعاون”. وترى الحكومتان وجودهم حلقة وصل حيوية في إعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية لسوريا وتعزيز المشاريع المشتركة.
خلال كلمته، أكد الرئيس الشرع على استعداد سوريا للمضي قدمًا بعد أكثر من عقد من الصراع. وقال: “لقد طوينا صفحة الحرب والانقسام”، مشيرًا إلى أن سوريا تسعى بنشاط إلى “شراكات استراتيجية مع أشقائها الخليجيين” في قطاعات تتراوح من البنية التحتية إلى التحول الرقمي والطاقة المتجددة.
تعهد الإمارات العربية المتحدة بالدعم
أكد الرئيس محمد بن زايد دعم الإمارات الثابت لوحدة سوريا وسيادتها وأهدافها التنموية طويلة الأجل. وأكد التزام حكومته بالعمل مع سوريا في قطاعات رئيسية مثل الاستثمار والتكنولوجيا والطاقة النظيفة، مما يشير إلى رؤية أوسع للتعاون الإقليمي.
وأفادت وكالة أنباء الإمارات أن الجانبين اعتبرا الزيارة أساسًا لتعاون أعمق، لا سيما في مواجهة التحديات الإقليمية المستمرة والحاجة إلى نماذج انتعاش مستدامة.
إعادة تنظيم خليجية أوسع
تعكس جولة الشرع تحولًا في الديناميكيات الإقليمية، حيث تعيد دول الخليج ضبط سياساتها تجاه دمشق. تأتي هذه الزيارة في أعقاب خطوات تعزيز العلاقات الأخيرة التي اتخذتها الدول العربية، ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها جزء من جهد منسق لإعادة دمج سوريا في المشهد السياسي والاقتصادي العربي.
مع ترسيخ أبوظبي مكانتها كجسر للدبلوماسية والتنمية الإقليمية، وإبداء دمشق انفتاحها على الاستثمارات والتوجيه الخليجي، يبدو أن الدولتين على أهبة الاستعداد لتوسيع تعاونهما في مرحلة ما بعد الصراع.