
وصل الرئيس أحمد الشرع إلى أذربيجان يوم السبت، 12 حزيران، في أول زيارة رسمية له منذ توليه الحكم في سوريا، في خطوة مهمة ضمن جهود سوريا لإعادة بناء علاقاتها الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد.
جاءت الزيارة بدعوة من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وتأتي عقب لقاء سابق بين الزعيمين في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في نيسان الماضي. وتركزت المحادثات، التي عُقدت في قصر زوغلبا في باكو، على تعزيز التعاون الثنائي، مع تركيز خاص على مجالات الطاقة والدبلوماسية والتنمية الاقتصادية.
رافق الرئيس الشرع في زيارته كل من وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الطاقة محمد البشير، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة.
اتفاق الغاز الطبيعي يبرز التعاون في مجال الطاقة
وقّعت سوريا خلال الزيارة اتفاقًا للغاز الطبيعي مع شركة “سوكار” الحكومية الأذربيجانية للنفط. ويهدف الاتفاق إلى تعزيز البنية التحتية للطاقة في سوريا وتقليل اعتمادها على خطوط الإمداد الأجنبية.
ونُقل عن الرئيس علييف تأكيده على استعداد أذربيجان لدعم جهود سوريا للعودة إلى الساحة الدولية. وفي تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد زيارته الأخيرة إلى باكو، قال إن علييف أعرب عن دعمه الكامل لسوريا في مجال الغاز الطبيعي. ونقلت وسائل الإعلام الرسمية التركية عن أردوغان قوله: “علييف أكد لي أن أذربيجان مستعدة لتقديم الدعم الكامل لسوريا في مجال الغاز الطبيعي”.
كما صرّح وزير الخارجية الأذربيجاني جيحون بايراموف بأن باكو مستعدة للمساعدة في إعادة بناء القدرات الدبلوماسية السورية، مشيرًا إلى أن أذربيجان كانت قد أغلقت سفارتها في دمشق عام 2012 بسبب سياسات نظام الأسد. وقال بايراموف في مقابلة سابقة: “نحن نرى في سوريا حليفًا مستقبليًا”.
تقارير عن لقاء سوري-إسرائيلي غير مؤكدة
تزامنت الزيارة مع تقارير لوكالة فرانس برس تحدثت عن لقاء غير معلن وغير مؤكد بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باكو لمناقشة النشاط العسكري في جنوب سوريا. وبحسب مصدر دبلوماسي لم يُذكر اسمه، فإن المحادثات كانت تهدف إلى مناقشة التواجد الإسرائيلي الأخير قرب الجولان. إلا أن الرئيس الشرع لم يشارك في هذا اللقاء، ولم تؤكد الحكومة السورية وجود أي حوار من هذا النوع، كما أن هوية الممثل السوري – إن وُجد – لا تزال غير معروفة.
وزادت التكهنات بعد أن أفادت قناة i24News الإسرائيلية عن لقاء مزعوم مرتقب بين الرئيس الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن في وقت لاحق من هذا العام. ووفقًا للقناة فإن مصدر سوري لم يُكشف عن هويته قال: قد يوقّع الزعيمان اتفاقًا أمنيًا أوليًا بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولم تُعلّق الجهات الرسمية السورية على هذا الادعاء، كما لم يصدر أي بيان من دمشق أو واشنطن يؤكد ذلك.
نظرة إلى المستقبل: إعادة ضبط استراتيجية لسوريا
تُبرز زيارة السبت اهتمام أذربيجان بإعادة بناء العلاقات مع سوريا، وتعكس تغييرات إقليمية أوسع بعد نهاية عهد الأسد. ويشكّل هذا الانخراط الدبلوماسي المتجدد إشارة إلى إعادة تموضع استراتيجي في القوقاز والشرق الأوسط بعد سنوات من العزلة.