
شهد اليوم الثاني من الاضطرابات في محافظة السويداء جنوب سوريا غارات جوية إسرائيلية على قافلة عسكرية سورية، ما أثار إدانة واسعة من دمشق والقوى الإقليمية. ووصفت وزارة الخارجية السورية الغارات بأنها “انتهاك صارخ” لسيادة البلاد والقانون الدولي.
ووفقًا لبيان نشرته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا)، شنت طائرات إسرائيلية سلسلة غارات يوم الثلاثاء على آليات عسكرية منسحبة من السويداء. وأفادت التقارير أن الغارات أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي والمدنيين. واتهمت دمشق إسرائيل بدعم “مجموعات خارجة عن القانون” ومحاولة زعزعة استقرار جنوب البلاد بالتدخل في شؤونها الداخلية.
وقالت الوزارة: “تحتفظ الدولة السورية بحقها المشروع في الدفاع عن شعبها وأرضها”، وحثت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على إدانة الهجمات ومنع المزيد من التصعيد.
إسرائيل تستشهد بـ”اتفاقية نزع السلاح”
في بيان مشترك، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن الغارات جاءت ردًا على تحرك مدرعات سورية باتجاه السويداء، والذي زعما أنه ينتهك اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 بين البلدين. ووصف المسؤولان الهجمات بأنها إجراء لحماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، مشيرين إلى “تحالف أخوي” مع المواطنين الدروز في إسرائيل.
أنقرة ودمشق تردان على التدخل الأجنبي
أدانت وزارة الخارجية التركية الغارات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها “غير مقبولة” وتشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي. وفي بيان نشرته وكالة الأناضول، قالت أنقرة إن استخدام القوة العسكرية يقوض جهود تحقيق السلام في سوريا ويزيد من خطر نشوب صراع أوسع. جددت الوزارة دعمها لوحدة الأراضي السورية، وأيدت جهود الحكومة السورية لاستعادة السيطرة على جميع المناطق.
وأكدت وزارة الخارجية السورية هذه الإدانات، داعيةً سكان السويداء، وخاصةً الدروز، إلى رفض أي محاولة لتقسيم أو إضعاف النسيج الوطني. وأكدت الوزارة أن “جنوب سوريا سيبقى جزءًا من التراب الوطني الموحد، صامدًا ضد التقسيم رغم كل المحاولات العدوانية”.
قلق إقليمي متزايد
لفت تجدد العنف الانتباه إلى ما وراء حدود سوريا. رحبت قطر بالجهود المبذولة لتهدئة التوترات، بينما أعربت ألمانيا عن قلقها إزاء تصاعد العنف ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وأفادت مصادر محلية في السويداء أن طائرات إسرائيلية شنت أربع غارات منفصلة يوم الثلاثاء على أطراف المدينة، مستهدفةً طرقًا يُعتقد أن الوحدات العسكرية السورية استخدمتها أثناء انسحابها.
مع تصاعد النشاط العسكري والتوترات الدبلوماسية، يُسلط الوضع في السويداء الضوء على المخاطر التي تُشكلها التدخلات الخارجية في بيئة أمنية انتقالية. وتؤكد السلطات السورية أن استعادة النظام داخل حدودها تظل قضية داخلية، وهي قضية تنوي حلها مهما كلف الأمر و بدون تدخل أجنبي.