
أسفرت الضربات الإسرائيلية على دمشق، يوم الأربعاء 16 يوليو، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 34 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة السورية. (L24/وسائل التواصل الاجتماعي)
أثارت الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، بما في ذلك إصابات مباشرة لمبنى هيئة الأركان العامة التابع لوزارة الدفاع في دمشق وعدة أهداف في مدينة السويداء جنوب سوريا، إدانة من سوريا والقوى الإقليمية، مع تزايد القلق الدولي بشأن قانونية وعواقب الهجمات التي بدأت في 15 يوليو.
أسفرت الضربات على العاصمة، يوم الأربعاء 16 يوليو، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 34 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة السورية. واستهدفت الهجمات مواقع مدنية وحكومية، بما في ذلك المكتبة الوطنية والمناطق القريبة من وزارة الدفاع والقصر الجمهوري. في السويداء، حيث استمرت الاشتباكات بين القوات السورية والجماعات المسلحة لأيام، قصفت طائرات إسرائيلية مواقع للجيش السوري، مما أسفر، بحسب التقارير، عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الغارات بأنها “رسالة إلى الرئيس أحمد الشرع بشأن أحداث السويداء”، بينما تعهد وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، “بمواصلة الهجمات على القوات السورية حتى انسحابها من المنطقة”. ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن الغارات تهدف إلى “حماية الأقلية الدرزية”، مؤكدين أن الحكومة السورية فشلت في منع الهجمات عليهم.
سوريا تُدين الهجمات باعتبارها عدوانًا على السيادة
وفي بيان لها، وصفت وزارة الخارجية السورية الإجراءات الإسرائيلية بأنها “عدوان غادر” و”انتهاك صارخ” للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وقالت الوزارة إن الغارات أسفرت عن مقتل مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية.
وجاء في البيان أن “سوريا تُحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير”، مُضيفًا أن دمشق تحتفظ بحقها في الدفاع عن أرضها وشعبها بموجب القانون الدولي. دعت الوزارة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف العمليات العدوانية الإسرائيلية داخل الحدود السورية.
ردود الفعل الدولية تؤكد على خفض التصعيد والسيادة
أكدت الولايات المتحدة قلقها إزاء العنف في السويداء، وقالت أنه لم يثبت على قوات الحكومة السورية أي انتهاكات هناك. وصرح مسؤول أمريكي كبير لموقع أكسيوس بأن مبرر إسرائيل للضربات – فرض “منطقة منزوعة السلاح” – يفتقر إلى الاعتراف الدولي. وأضاف المسؤول: “طلبنا من الإسرائيليين التهدئة ووقف الاعتداءات”.
وصف الرئيس دونالد ترامب الوضع بأنه “سوء تفاهم” بين سوريا وإسرائيل، داعيًا إلى ضبط النفس. وجدد وزير الخارجية ماركو روبيو الدعوة إلى الهدوء، قائلاً: “نريد استقرار سوريا، وهذا ما نعمل من أجله”.
أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام الغارات الإسرائيلية، ووصفاها بأنها “انتهاك صارخ لسيادة سوريا”. كما نددت تركيا بالهجمات، ووصفتها بأنها محاولة لتخريب جهود سوريا لاستعادة الاستقرار الوطني. وقال نائب الرئيس جودت يلماز: “هذه الأفعال لا تهدد سوريا فحسب، بل المنطقة بأسرها”.
تصاعد التوترات بين الاحتلال والتدخل
على الرغم من الدعوات المتكررة لتهدئة الأوضاع، تواصل القوات الإسرائيلية شن غاراتها، مدعية الدفاع عن النفس ودعم الدروز السوريين. ويؤكد المسؤولون السوريون أن التدخل الإسرائيلي يؤجج التوترات القائمة ويعيق المصالحة الداخلية.
في الوقت الذي يحتمي فيه المدنيون في السويداء ودمشق وسط القصف، يلوح خطر اندلاع صراع أوسع نطاقًا، مما يثير تساؤلات ملحة حول السيادة والتدخل الأجنبي وتطبيق القانون الدولي في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلبًا.