
قُتل ما لا يقل عن 169 شخصًا وجُرح أكثر من 200 في محافظة السويداء السورية منذ 13 يوليو/تموز، وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان. وقد دفع تصاعد العنف، الذي اتسم بعمليات قتل خارج نطاق القضاء وهجمات طائفية واشتباكات عنيفة، إلى استجابات عاجلة من الحكومة السورية والجهات الدولية الفاعلة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ويؤكد تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الصادر يوم الأربعاء 16 يوليو/حزيران، حصيلة أولية للقتلى تشمل المدنيين والكوادر الطبية وعناصر الأمن الداخلي وموظفي وزارة الدفاع السورية. وأشارت الشبكة إلى أن العديد من عمليات القتل ارتُكبت على ما يبدو خارج نطاق القتال الفعلي، حيث أُعدم العديد من الضحايا بعد اعتقالهم. ومن بين الضحايا خمسة أطفال وست نساء. ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد النطاق الكامل والمسؤولية عن كل حادثة.
الدولة تُدين الانتهاكات وتُتعهد بالعدالة
في بيان صدر في 16 يوليو/تموز، استنكرت الرئاسة السورية هذه الانتهاكات ووصفتها بأنها “سلوك إجرامي وغير قانوني”، وأكدت التزامها بحماية أهالي السويداء. وجاء في البيان: “لن نسمح لأي جهة بالعبث بأمنهم أو استقرارهم”، مضيفًا أن جميع الجناة – أفرادًا كانوا أو جماعات خارجة عن القانون – سيواجهون “مساءلة قانونية رادعة”.
كما أدانت السلطات السورية حريق كنيسة مار ميخائيل في قرية صورا، واصفةً إياه بأنه استفزاز طائفي يهدف إلى تأجيج التوترات. وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن السكان المسيحيين والدروز فروا من المنطقة، وتعرضت منازلهم للنهب والحرق. نشرت الحكومة الشرطة العسكرية لمنع المزيد من الانتهاكات واستعادة النظام بعد إعلان وقف إطلاق النار.
مجزرة في مستشفى السويداء تثير القلق
أكدت وزارة الصحة اكتشاف عشرات الجثث داخل مستشفى السويداء الوطني عقب انسحاب الفصائل المسلحة. وكان من بين الضحايا مدنيون وأفراد من الأمن السوري. وقالت وزارة الدفاع إن جماعات خارجة عن القانون استخدمت المستشفى كقاعدة، متجاهلة النداءات المتكررة بمغادرة المنشأة والسماح بالوصول الطبي.
اتهم وزير الصحة مصعب العلي القوات الإسرائيلية بعرقلة وصول المساعدات، قائلاً إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت قوافل كانت تحاول إيصال الكوادر الطبية والإمدادات. وقال العلي لوكالة سانا: “لم نتمكن من الوصول إلى المصابين لأن كل مركبة متحركة كانت معرضة للخطر”.
الولايات المتحدة تعرب عن دعمها للحكومة السورية لمحاسبة المتورطين
أشاد المبعوث الأمريكي الخاص توم باراك ببيان الرئاسة السورية، واصفًا إياه بأنه “رسالة قوية وضرورية”. وحث جميع الأطراف على الانخراط في حوار يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار. صرح مسؤول أمريكي كبير لوكالة أكسيوس بأنه لا يوجد دليل على تورط قوات الحكومة السورية في الفظائع، وحذر من أن الغارات الجوية الإسرائيلية تزعزع استقرار الوضع.
في حين تعاني السويداء من العنف الطائفي والتدخل الأجنبي، تستمر جهود استعادة النظام تحت ضغط الفصائل المتنافسة والأزمات الإنسانية والتوتر الإقليمي.