
أصدر المسؤولون الأتراك والأمريكيون ردود أفعال متناقضة بشكل حاد ولكن منسقة بشأن الاضطرابات المستمرة في محافظة السويداء السورية والغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، حيث أكد كلاهما دعمهما للسيادة السورية مع التحذير من المزيد من التصعيد.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 17 يوليو/تموز أن تركيا “لن تسمح بتقسيم سوريا أو تقويض نسيجها الثقافي المتعدد”. وفي حديثه بعد اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة، أكد أردوغان استعداد أنقرة لدعم إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي أشاد به لتعامله مع الأزمة بهدوء.
قال أردوغان، عقب اتصال هاتفي بين الزعيمين: “أكدتُ للرئيس الشرع استعداد تركيا لتقديم كل الدعم الممكن”. وأضاف: “أفعال إسرائيل تُظهر أنها لا تريد السلام”، متهمًا الحكومة الإسرائيلية بإثارة عدم الاستقرار.
انتقادات تركية شديدة للغارات الجوية الإسرائيلية
تجاوز الرد التركي مجرد التطمينات الدبلوماسية. ووصف رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب سوريا ودمشق بأنها “وحشية” وانتهاك لجميع الأعراف الدولية. وقال في مؤتمر صحفي: “نتنياهو وفريقه يتصرفون دون مراعاة للقانون أو الضمير”.
كما أدلت وزارة الدفاع التركية بدلوها، واصفةً الهجمات بـ”الاستفزاز الواضح” الذي يهدد بدفع المنطقة إلى الفوضى. وحذّر المتحدث باسم وزارة الدفاع، زكي أكتورك، من “عواقب لا مفر منها” إذا استمرت إسرائيل في نهجها الحالي.
أعرب وزير الخارجية هاكان فيدان عن هذه المخاوف خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، متهمًا إسرائيل باتباع “سياسة زعزعة الاستقرار بحكم الأمر الواقع” امتدت من غزة والضفة الغربية إلى سوريا. وقال: “لا يمكننا التسامح مع ما يحدث”، وحثّ القوى الدولية، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على التدخل دبلوماسيًا.
تركيز الاستجابة الأمريكية على المساءلة والاستقرار
مع تجنبهم الإدانة المباشرة لإسرائيل، أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم إزاء أعمال العنف في السويداء. وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لرويترز بأن واشنطن “تدين العنف بشكل قاطع” وحثّ جميع الأطراف على التراجع والانخراط في حوار هادف.
أكد المسؤول أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا لم تتغير، ودعا الحكومة السورية إلى التحقيق في الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. وصرحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، قائلةً: “يواصل الرئيس ترامب دعمه لمسار سوريا نحو مستقبل سلمي ومستقر”.
الاستقرار الإقليمي في الميزان
قالت إسرائيل إن الغارات الجوية جاءت ردًا على العنف ضد الدروز في السويداء، وهو ادعاء نفاه المسؤولون السوريون. واتهمت شخصيات معارضة سورية، من بينها برهان غليون، إسرائيل بتعمد نصب “فخ” في السويداء لتنفيذ خطة طويلة الأمد لتقسيم سوريا .
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة السورية إعادة دمج المحافظة بشكل كامل في الدولة بعد التوصل إلى اتفاق مع زعماء الطائفة الدرزية. وقد حظيت هذه الخطوة، التي تتضمن وقف إطلاق النار وآليات رقابة محلية، بإشادة من أنقرة واعتراف حذر من واشنطن.