
تُشدد الميليشيات المسلحة الموالية للزعيم الدرزي حكمت الهجري، حصارها الفعلي على السويداء، مما يُفاقم الأزمة الإنسانية في المحافظة المحاصرة من خلال مهاجمة قوافل المساعدات، واختطاف عمال الإغاثة، ونهب الإمدادات المخصصة للمدنيين، وفقًا لسكان ومنظمات إنسانية.
في مقطع فيديو نُشر على موقع X، اتهم أحد السكان المحليين قوات الهجري بتحويل مسار المساعدات لإعادة بيعها بأسعار مبالغ فيها، مما منع بعض العائلات للوصول للمساعدات بينما استلمت أخرى طرودًا متعددة. وحذر من أنه بدون شفافية في التوزيع، قد ينتج عن ذلك احتجاج شعبي ضد الفصائل المحلية. ووصف السويداء بالمحافظة الممزقة بسبب التنافس والفساد، حيث تستغل الميليشيات الانقسامات للحفاظ على السيطرة.
الحكومة والصليب الأحمر يسعيان لإيصال المساعدات
على الرغم من الهجمات المتكررة، أرسلت الحكومة السورية قوافل يومية عبر ممر بصرى الشام، تحمل الدقيق وحصص الطعام والإمدادات الطبية والوقود للخدمات الأساسية. ويتم تنسيق هذه العمليات مع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة وشركاء آخرين.
في 8 أغسطس/آب، التقى وزير الدفاع مرهف أبو قصرة برئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستيفان سكاليان في دمشق لتعزيز التعاون وتسهيل العمليات الإنسانية. وتعهدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمواصلة العمل مع السلطات السورية لتلبية الاحتياجات العاجلة ودعم المستشفيات واستعادة الخدمات الأساسية في المحافظة.
مع ذلك، تواجه هذه الجهود مقاومة عنيفة. ففي الثامن من الشهر، تعرضت قافلة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري لإطلاق نار مباشر في جنوب سوريا، مما أدى إلى تضرر عدة مركبات. وصرح الهلال الأحمر العربي السوري في بيان: “نحن منظمة محايدة هدفنا دعم الفئات الأكثر ضعفًا”، داعيًا جميع الأطراف إلى الكف عن استهداف فرقه.
اختطاف عمال إغاثة وسط تصاعد العنف
تفاقم الحصار بسبب الهجمات على العاملين في المجال الإنساني. ففي 16 يوليو/تموز، اختُطف حمزة العمارين، مسؤول الخوذ البيضاء في المحافظة، أثناء استجابته لطلب إجلاء من الأمم المتحدة في السويداء. اعترض مسلحون سيارته التي تحمل علامات واضحة واقتادوه إلى مكان مجهول. وطالبت المنظمة منذ ذلك الحين بالإفراج عنه فورًا، محذرة من أن استهداف عمال الإغاثة “يُعد انتهاكًا خطيرًا يهدد عمليات إنقاذ الأرواح”.
وقد أدان تيار المستقبل السوري، إلى جانب الحكومة السورية ومنظمات إنسانية دولية أخرى، هذه الأعمال، وحثّ قادة المجتمع في السويداء على الضغط على الجماعات المسلحة للإفراج عن المعتقلين والحفاظ على تقاليد المنطقة في حماية المدنيين والعمل الإنساني.
ظروف مأساوية داخل المدينة المحاصرة
وفقًا للمتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سهير زقوت، يوجد في جنوب سوريا أكثر من 170 ألف نازح يقيمون في 84 مركز إيواء، معظمهم في درعا. وقالت إن المدينة عانت لأسبوعين من انقطاع الغذاء والكهرباء والماء، مع اكتظاظ المستشفيات وامتلائها بالمصابين.
في حين أن اتفاقات وقف إطلاق النار الأخيرة سمحت بوصول مساعدات محدودة، ولا تزال الفصائل المسلحة تعيق وصول المساعدات الإنسانية. ورحبت زقوت بقوافل الحكومة اليومية، لكنها أكدت أن “العودة إلى الحياة الطبيعية لا يمكن تحقيقها بالمساعدات الإنسانية وحدها” وأن استعادة الخدمات الأساسية أمر بالغ الأهمية.
في الوقت الحالي، لا تزال السويداء عالقة بين مساعي الحكومة لتزويدها بالمساعدات والميليشيات العازمة على السيطرة على تدفق الإغاثة أو منعها كوسيلة لفرض سيطرتها ونفوذها.