
اتفق مسؤولون سوريون وأمريكيون وأردنيون، خلال اجتماعهم في عمّان، على تشكيل فريق عمل مشترك يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار الهش في السويداء جنوب سورية، ودفع جهود إعادة الإعمار بعد الحرب، وذلك عقب جولة ثانية من المحادثات رفيعة المستوى في أقل من شهر، إذ ركز اجتماع 19 تموز/يوليو على وقف أسبوع من الاشتباكات المسلحة بين مجموعات درزية وعشائر بدوية أسفرت عن مئات القتلى.
وفي بيان مشترك، جددت الأطراف الثلاثة التأكيد على أن السويداء “بكافة مكوناتها المحلية جزء لا يتجزأ من سورية”، متعهدة بحماية حقوق سكانها وضمان مشاركتهم في صياغة مستقبل البلاد، وداعمة لإجراء تحقيقات شاملة في “الجرائم والانتهاكات” التي وقعت خلال أعمال العنف الأخيرة، بما في ذلك الأحداث داخل مستشفى السويداء الوطني، وبالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة.
أبعاد إنسانية وسياسية
بحسب موقع “أكسيوس”، تسعى واشنطن للتوسط في اتفاق بين سورية وإسرائيل لإنشاء “ممر إنساني” من إسرائيل إلى السويداء، بهدف تحسين إيصال المساعدات إلى المنطقة المضطربة، وسط آمال بأن يساهم ذلك في إصلاح العلاقات الإقليمية وتهيئة الأرضية لتقدم دبلوماسي أوسع. لكن مسؤولين سوريين أبدوا مخاوف من استغلال الممر لتهريب الأسلحة من قبل الجماعات المسلحة.
الملك عبد الله الثاني، الذي عقد لقاءات منفصلة مع الوزير الشيباني والمبعوث الأمريكي براك يوم الثلاثاء، أكد استعداد الأردن لتقديم الخبرات الفنية لإعادة بناء المؤسسات السورية وتعزيز الحوكمة، مشدداً على أهمية الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب ووقف تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود، وهي قضايا تراها عمّان تهديداً مباشراً لأمنها.
التزام بالمحاسبة والاستقرار
من جانبه، قال المبعوث الأمريكي توم براك إن دمشق تعهدت بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم في السويداء، مؤكداً عبر منصة “إكس” أن تحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب أمران أساسيان لتحقيق السلام الدائم، ومشدداً على التزام الحكومة السورية بالعمل الإنساني الشامل وزيادة تدفق المساعدات إلى المنطقة.
أما الوزير الشيباني، فرفض أي محاولة لتهميش المجتمع الدرزي، وأكد أن جميع سكان السويداء –من دروز وبدو ومسيحيين– يشكلون جزءاً أصيلاً من النسيج الاجتماعي السوري، مشيراً إلى التزام الحكومة بإعادة الخدمات وتعزيز المصالحة ومواجهة الخطاب الطائفي.
فريق عمل ثلاثي
وسيتولى فريق العمل السوري – الأردني – الأمريكي تنسيق الجهود للحفاظ على وقف إطلاق النار، وإعادة الخدمات الأساسية، وتأمين عودة النازحين، ودفع مشاريع الإعمار وفق مبادئ السيادة والوحدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
واتفقت الأطراف على عقد اجتماع جديد خلال الأسابيع المقبلة لتقييم التقدم المحرز، فيما أقر المسؤولون بأن التوترات المتبقية والتحديات الإنسانية ووجود الفصائل المسلحة ما زالت تشكل خطراً على استقرار جنوب سورية. وجددت الأردن والولايات المتحدة دعمهما الكامل لوحدة الأراضي السورية، ودعتا المجتمع الدولي للمساهمة في جهود إعادة إعمارها.