
انفجرت عبوة ناسفة داخل سيارة قديمة مركونة في منطقة فيلات شرقية بمنطقة المزة بدمشق. (L24/وسائل التواصل الاجتماعي)
في 16 أغسطس/آب، انفجرت عبوة ناسفة داخل سيارة قديمة في حي المزة بدمشق، ما ألحق أضرارًا بمركبة مجاورة دون وقوع إصابات. وأكد العميد أسامة عاتكة، قائد قوى الأمن الداخلي في دمشق، أن السيارة كانت مركونة منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن الفرق الميدانية تمشط المنطقة لضمان السلامة العامة. كما انتشرت الدوريات الأمنية بكثافة قرب فندق “غولدن مزة”، المقابل لوزارة الإعلام.
انفجارات مميتة في إدلب ودرعا
في شمال غرب سوريا، قُتل أربعة أشخاص وأصيب أربعة آخرون في 14 أغسطس/آب بانفجار مستودع أسلحة خارج مدينة إدلب. وأكدت مديرية صحة إدلب الحصيلة، مشيرةً إلى أن الانفجارات المتتالية يُرجّح أنها نتجت عن الذخيرة المخزنة في الموقع. فرق الدفاع المدني السوري هرعت إلى المكان، بينما تداول ناشطون مقاطع مصورة تُظهر سحب الدخان تتصاعد في السماء. ويأتي الحادث بعد انفجار مستودع ذخيرة آخر في 24 يوليو/تموز قرب معرة مصرين شمال مدينة إدلب، أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من مئة، ما دفع وزارة الداخلية لفتح تحقيق رسمي بالحادثة.
وفي الجنوب، ضرب انفجار في 15 آب عدة محال تجارية ببلدة المزيريب في ريف درعا. وأفادت تقارير محلية بأن عبوة ناسفة ألحقت أضرارًا بعدة متاجر بينها صيدلية ومستودع أسمدة، من دون تسجيل إصابات. وقبل أيام فقط، اشتبكت القوات الأمنية مع عصابة مسلحة قرب بلدة صهوة أثناء استجابتها لكمين استهدف قوافل تجارية. وأسفر الحادث عن مقتل ضابط وإصابة خمسة عناصر واعتقال ثمانية مشتبه بهم، بحسب ما أعلنته محافظة درعا.
تصعيد في الساحل وحملات اعتقال
أعلنت وزارة الدفاع في 14 آب أن فلول النظام المخلوع استهدفت مركبة عسكرية في ريف اللاذقية، في إطار ما وصفه المسؤولون بأنه تصعيد استمر 72 ساعة ضد مواقع الجيش على طول الساحل السوري. ورغم عدم تسجيل إصابات، أكدت الوزارة أنها لن تتهاون مع أي اعتداء يستهدف المدنيين أو الجنود.
كما أفادت قوى الأمن الداخلي في اللاذقية عن إحراز تقدم في تفكيك شبكات مرتبطة بفلول النظام. وقال العميد عبد العزيز الأحمد إن العمليات أسفرت عن اعتقال شخصيات بارزة، بينهم قادة ما يُعرف بـ”غرفة عمليات الساحل” المسؤولة عن جانب كبير من أحداث العنف التي شهدها الساحل في آذار الماضي.
وفي 14 آب أيضاً، اعتقلت السلطات نصار رسلان المتهم بارتكاب جرائم ضد المدنيين في عهد الأسد، بما في ذلك التمثيل بالجثث والاعتداء وتعذيب امرأة. وقبل أيام، اعتُقل عنصران من المجندين الجدد في الأجهزة الأمنية بعد أن تورطا في سرقة منزل مدني بذريعة “تفتيش رسمي”.
الإصلاح والمساءلة في حلب
في حلب، أثار حادث وفاة المعتقل عبد الرحمن جعجول في 11 آب داخل مركز الحجز الشرَطي جدلًا واسعًا. وأقرّ قائد قوى الأمن الداخلي العقيد محمد عبد الغني بالمسؤولية، معلنًا توقيف العناصر المرتبطين بالقضية وفتح تحقيق بالقضية. وخلال تشييع جعجول، تعهد عبد الغني بالمساءلة، قائلاً: “نحن نتحمل مسؤولياتنا، ونلتزم بما يقوله القضاء.”
وقد وصفت وزارة الداخلية هذه الإجراءات بأنها جزء من مسار إصلاحي أوسع يشمل اتخاذ تدابير تأديبية بحق العناصر المتهمين بسوء السلوك. ويؤكد المسؤولون أن هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز الانضباط وبناء مؤسسات أمنية “على أسس العدالة والقانون”.