
أكد محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، خلال كلمة له في 15 آب/أغسطس، على أن السلم الأهلي يمثل “ضرورة وطنية وأخلاقية” وأساسًا للإصلاح والتنمية. ودعا وجهاء المجتمع وأهالي المحافظة إلى تعزيز جهود المصالحة ومقاومة محاولات تفتيت المحافظة على أسس طائفية أو سياسية.
وأشاد البكور بدور الشخصيات المحلية في تسهيل الحوار، مؤكدًا أن جهودهم تعكس “أصالة القيم التي نشأ عليها أبناء المحافظة”. كما ناشد لتحقيق الوحدة بين مكونات المجتمع من الدروز والعشائر بما يحفظ النسيج الاجتماعي السوري.
وفي السياق ذاته، تفاعلت المبادرات الأهلية مع هذا التوجه. حيث صرح مطيع البطين، رئيس اللجنة الأهلية لحل الأزمة في السويداء، قائلاً: “المطلوب اليوم هو إعادة بناء الثقة ووقف حملات التحريض”، مشددًا على أن “أزمة السويداء يجب أن تُحل داخليًا بعيدًا عن أي تدخل خارجي”.
تحركات حكومية للمساءلة والحقوق
أثارت الأحداث الأخيرة في السويداء، وعلى رأسها انتشار مقطع مصوّر يوثق انتهاكات في المستشفى الوطني، قلقًا واسعًا. وقد أدانت وزارة الداخلية عمليات القتل وتعهّدت بمحاسبة مرتكبيها بسرعة، فيما تم تكليف اللواء عبدالقادر الطحان بالإشراف على التحقيقات.
كما دعت منظمات حقوقية، بينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى إجراء تحقيق شفاف في الحادثة. ووصف مدير الشبكة، فضل عبد الغني، مقتل الكوادر الطبية بأنه “عمل مشين وغير مبرر”، مطالبًا السلطات بضمان العدالة. وردّت دمشق بالتأكيد على تعاونها مع اللجان التحقيقية السورية والأمم المتحدة.
وكانت تقارير أممية سابقة قد أكدت “عدم وجود أدلة على انتهاكات ممنهجة أو موجهة كسياسة حكومية”، الأمر الذي استشهدت به الجهات الرسمية كدليل على التزامها بمسار حماية حقوق الإنسان ومواصلة التعاون مع المحققين الدوليين.
جهود لحماية السيادة
كثفت السلطات في درعا إجراءاتها الأمنية لمنع انتقال الاضطرابات من السويداء، حيث أعلن اللواء عمران في 17 آب أن الدوريات زادت عقب ستة حوادث تضمنت عمليات خطف وإطلاق نار أسفرت عن مقتل امرأة وفقدان 12 مدنيًا. وأضاف أن القوى الأمنية تمكنت من تحرير مخطوفَين، واعتقال ثمانية متورطين، وتأمين عدد من المخطرفين الذين تمكنوا من الفرار، متعهدًا بـ “فرض هيبة الدولة وسيادة القانون” وضمان أمن الطرقات الرئيسية.
كما أكدت الحكومة السورية أن “العناصر الانفصالية والمدعومة خارجيًا” تشكل تهديدًا لوحدة السويداء الوطنية. وفي هذا الإطار، أدانت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات استهداف المدنيين وعمال الإغاثة، مؤكدة أن “ضبط ومحاسبة الخارجين عن السيطرة هو ضمان لنا جميعًا ولمستقبل أبنائنا”.
في غضون ذلك، تواصل قوافل المساعدات الإنسانية المشتركة بين دمشق والهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة دخول محافظة السويداء بشكل شبه يومي منذ مطلع الشهر، ما يعكس استمرار دعم الدولة لأهالي المحافظة.
ويشدد المسؤولون على أن صون السيادة وضمان الحقوق لجميع السوريين — سواء كانوا من الدروز أو العشائر أو المسيحيين أو العلويين أو الأكراد — يظل في صميم سياسة الحكومة.