أطلقت وزارة السياحة، بالتعاون مع الشركة السورية الكندية للأعمال، مشروع “سنير2” وموسوعته الجديدة بعنوان “الجولات الأثرية في ريف دمشق أواخر القرن العشرين” خلال حفل خاص أقيم في حديقة المتحف الوطني بدمشق.
وأكد وزير السياحة مازن الصالحاني أن إطلاق المشروع يعكس أهمية التوثيق البصري والمعرفي للتراث السوري، مشددًا على التزام الوزارة بدعم المبادرات التي تبرز غنى الحضارة السورية وتعرّف الأجيال القادمة بمعالمها الأثرية.
وأشار الصالحاني إلى أن مثل هذا المشروع له دور اقتصادي ويوفر فرص عمل في مجالات متعددة، ويهدف إلى توثيق التراث الطبيعي والأثري في سوريا وإعادة صورته الحقيقية، بما يسهم في تعزيز الانتماء الوطني لدى الشباب وإحياء الذاكرة البصرية السورية بعيدًا عن آثار الحرب والدمار.
ثمرة سنوات من البحث
تُعد الموسوعة الجديدة “الجولات الأثرية في ريف دمشق أواخر القرن العشرين” حصيلة بحوث ميدانية واسعة أجراها الباحثان عصام الحجار والدكتور أحمد إيبيش، وتتألف من ستة مجلدات تضم 3,552 صفحة، لتكون مرجعًا شاملًا للمعالم الأثرية في ريف دمشق خلال تلك الفترة.
وتحدث مدير المشروع، الباحث والمصور المتخصص في توثيق التراث الطبيعي والأثري عصام الحجار، عن مشروع سناير باعتباره مشروع توثيق أفقي للمعالم الطبيعية والأثرية في سوريا. وأوضح أن المشروع الذي أسسه عام 2009 وتوقف عام 2011 مع بداية الثورة، كان قد أصدر أول أجزائه “صورة سوريا” عام 2010 لتوثيق المعالم الطبيعية في ريف دمشق بصريًا.
ويعتمد المشروع على المسح البصري لهذه المواقع لحفظ التراث المادي والمعنوي، وبيّن أن اسمه مستمد من التسمية الآرامية القديمة لجبال لبنان الشرقية (القلمون) وجبل الشيخ (حرمون).
وأضاف الحجار أن المشروع يتضمن أنشطة توثيق جديدة بدأت في ريف دمشق، منها توثيق مسارات المشي الجبلي وإعداد دليل للشباب، إلى جانب منتجات سياحية وأثرية رقمية.
من جهته، قال رئيس الشركة السورية الكندية للأعمال محمد دعبول: “قررنا أن نساهم بدعم المشروع وتجاوز الصعوبات التي واجهته بعد توقفه عام 2011 بسبب القيود المفروضة على التصوير والتنقل في بعض المناطق.”
وأكد دعبول أن النتائج اليوم، بعد تحرير سوريا، تبشر بخطوات واعدة، وأن دعم المشروع يأتي في إطار برامج الشركة لتعزيز الذاكرة الثقافية والبصرية لسوريا، بما يسهم في إعادة ترسيخ الارتباط الوجداني بالأماكن.