
التقى وفد أميركي بالرئيس السوري أحمد الشرع يوم الاثنين 25 آب/أغسطس، في تحول كبير في العلاقات بين واشنطن ودمشق، إذ أعلنت الولايات المتحدة عن الرفع الكامل للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
ترأس الوفد الأمريكي المبعوث الخاص توم باراك، وضمّ السيناتور جين شاهين والنائب جو ويلسون. وقد ركزت الاجتماعات على قضايا الأمن الإقليمي، والتجارة، والظروف الإنسانية. وقالت الرئاسة السورية إن المباحثات تطرقت إلى سبل تعميق الحوار والتعاون لتعزيز الاستقرار.
وجاء في بيان صادر عن “التحالف السوري الأمريكي من أجل السلام والازدهار” أن “هذه الزيارة تفتح الباب أمام انخراط أمريكي إيجابي في عملية البناء والاستقرار في سوريا”، مشيدًا بالسيناتور شاهين لاعترافها بتأثير العقوبات على المدنيين.
رفع العقوبات رسميًا
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية – مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) – يوم الاثنين عن إزالة لوائح العقوبات المفروضة على سوريا من “القانون الفيدرالي”، تنفيذًا للأمر التنفيذي رقم 14312 الذي وقّعه الرئيس دونالد ترامب في 30 حزيران.
وينهي القرار حالة الطوارئ المعلنة منذ عام 2004، ويلغي عقوبات استمرت لأكثر من عقدين. وقال ترامب في نص القرار:
“إن الظروف التي أدت إلى فرض العقوبات على النظام السابق لبشار الأسد تغيّرت بشكل جذري خلال الأشهر الستة الماضية، بما في ذلك الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع”.
وبينما تبقى العقوبات المرتبطة بنظام الأسد والجماعات المتورطة في الإرهاب أو الأسلحة الكيميائية أو انتهاكات حقوق الإنسان سارية، أكدت وزارة الخزانة انتهاء القيود الواسعة على الأنشطة المصرفية والتجارية والتصديرية لسوريا. وأوضحت أن القرار يدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء 26 آب، وفقًا للسجل الفيدرالي.
ردود الفعل في سوريا والخارج
رحبت وزارة الخارجية السورية بالقرار الأمريكي، واصفة إياه بأنه “تطور إيجابي في الاتجاه الصحيح” من شأنه أن يخفف الأوضاع الإنسانية ويوسّع فرص التجارة. وقالت الوزارة إن رفع القيود سيسمح بعودة الشركات والبنوك الأمريكية إلى السوق السورية، ما يوفر متنفسًا للمواطنين ويفتح “آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري”.
ودعا “التحالف السوري الأمريكي” الكونغرس إلى المضي أبعد، مطالبًا بإلغاء كامل للإجراءات المتبقية مثل قانون قيصر. وجاء في بيانه: “السوريون الأمريكيون يتوحدون من مختلف المجتمعات للتحدث باسم الشعب السوري من أجل العيش بحرية بعيدًا عن العقوبات”.
مرحلة جديدة من العلاقات
وصف النائب ويلسون لقاءه بالرئيس الشرع بأنه “شرف له”، مشيرًا إلى وجود دعم من الحزبين لمزيد من تخفيف القيود. وقال عبر منصة X: “لقد حان الوقت لإلغاء قانون قيصر بالكامل”، معتبرًا ذلك أولوية للإدارة.
وشدد المبعوث باراك على أن الحوار المستمر، وليس الصراع، هو الأساس. وقال: “إن سوريا موحدة ومستقرة ومزدهرة تتطلب تمثيلًا من الجميع ولأجل الجميع”.
واعتبرت وزارة الخارجية السورية أن تزامن زيارة الوفد مع الإنهاء الرسمي للعقوبات يعكس “فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية تقوم على الاحترام المتبادل والحوار البنّاء”.