
أفادت وسائل إعلام سورية ومسؤولون عسكريون بأن القوات الإسرائيلية نفّذت سلسلة من الضربات في ريف دمشق يومي 26 و27 آب/أغسطس، استهدفت مواقع في منطقة الكسوة وجبل المانع. وبدأت الانتهاكات يوم الثلاثاء، عندما قصفت طائرات مسيّرة إسرائيلية قرب الكسوة، ما أدى إلى ارتقاء ستة من عناصر الجيش السوري بينهم ضابط.
في اليوم التالي، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية ما لا يقل عن ست غارات على مواقع عسكرية في جبل المانع. وأشارت مصادر محلية إلى أن الطائرات المسيّرة وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية حلّقت لساعات في المنطقة، مانعةً وصول أي أحد إليها. وفي وقت لاحق من المساء، نُفذت عملية إنزال جوي شاركت فيها أربع مروحيات، لكن تفاصيلها بقيت غامضة. وزارة الدفاع السورية أكدت لوكالة “فرانس برس” مقتل عدد من الجنود في الغارات، بينهم عناصر من الفرقة 44.
ضحايا مدنيون وتوغلات برية
تزامنت الحملة الجوية مع توغلات غير شرعية في جنوب سوريا. فقد قُتل مدني سوري يُدعى رامي أحمد غانم يوم الثلاثاء في بلدة طرنجة بمحافظة القنيطرة، إثر استهداف منزله بطائرة مسيّرة إسرائيلية.
كما أفاد سكان بلدة سويسة في ريف القنيطرة أن القوات الإسرائيلية اقتحمت البلدة بعد منتصف ليل الثلاثاء، وأطلقت النار عشوائياً في الأحياء قبل أن تختطف شاباً يُدعى ضرار الكريان وتنقله إلى موقع عسكري قريب. وأكد شهود لوسائل إعلام إقليمية أن هذه المداهمات جرت في مناطق خالية من السلاح، ما زاد من حالة الخوف بين المدنيين.
دمشق تدين “الانتهاك الصارخ”
أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً أدانت فيه الهجمات ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ” للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وحمّلت الوزارة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تبعات “سياسة العدوان المستمرة”، مؤكدة حق سوريا في الدفاع عن سيادتها بكافة الوسائل المعترف بها دولياً.
ونقلت وكالة سانا عن مصدر حكومي أن القوات السورية اكتشفت أجهزة مراقبة في منطقة الكسوة قبل أن تتعرض لقصف إسرائيلي. وأشار المصدر إلى أن الغارات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود وتدمير آليات عسكرية.
ردود فعل إقليمية على الانتهاكات
أثارت هذه الانتهاكات موجة إدانة من عدة دول عربية وتركيا. فقد نددت وزارة الخارجية السعودية بالهجمات ووصفتها بأنها اعتداء على سيادة سوريا ومخالفة للشرعية الدولية. وأصدرت الكويت وقطر والأردن بيانات مماثلة، وحذّرت عمّان من أن هذه الهجمات تمثل تصعيداً خطيراً وتنتهك اتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974 بين سوريا وإسرائيل.
كما أدانت تركيا الغارات “بأشد العبارات”، واعتبرتها تهديداً للسلام والاستقرار الإقليمي، مؤكدة دعمها لسيادة سوريا وداعية إلى وقف ما وصفته بالأفعال الإسرائيلية المزعزعة للاستقرار.
مخاوف متزايدة بشأن استقرار المنطقة
تؤكد السلطات السورية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت منذ أواخر عام 2024 مواقع في جبل الشيخ وأجزاء من جنوب سوريا وما زالت متمركزة فيها، معتبرة أن هذه العمليات ترقى إلى “احتلال فعلي للأراضي السورية”.
استمرار الغارات الجوية، وضربات الطائرات المسيّرة، والتوغلات البرية أثار مخاوف متزايدة من أن تؤدي تحركات إسرائيل إلى زعزعة الاستقرار في منطقة متوترة أصلاً. وقد دعت سوريا مجلس الأمن الدولي إلى التدخل، فيما تواصل الحكومات الإقليمية الضغط من أجل محاسبة إسرائيل وإيقاف انتهاكاتها.