
يوم الجمعة 29 آب، قام الرئيس أحمد الشرع بأول زيارة رسمية له إلى حمص منذ توليه الرئاسة، حيث أطلق سلسلة جديدة من مشاريع التنمية. ووفقاً لمكتب الرئاسة، وضع الرئيس الشرع حجر الأساس لحزمة مشاريع تحت اسم “دار السلام”، والتي تضم مجمّع أفينو حمص قرب محطة القطار في حي الميدان، ومشروع البوليفارد.
شارك محافظ حمص عبد الرحمن الأعمى وعدد من المسؤولين المحليين في المراسم التي اعتُبرت بداية مرحلة جديدة من إعادة الإعمار. وذكرت المحافظة أن المشاريع تهدف إلى تعزيز الاستثمار وتحديث البنية التحتية الحضرية.
أما مشروع البوليفارد، فقد أوضح وزير الإدارة المحلية والبيئة محمد عنجراني أنه سيُنشئ منطقة تجارية وسكنية متكاملة بكلفة تصل إلى 900 مليون دولار. وكان قد تم توقيع مذكرات تفاهم لمشاريع استثمارية بقيمة 14 مليار دولار خلال المنتدى الاستثماري السوري-السعودي في وقت سابق من هذا الشهر، بحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك.
حشود في حماة
بعد زيارته لحمص، توجّه الشرع شمالاً إلى حماة، حيث احتشد المئات من الأهالي في ساحة العاصي لاستقباله. ثم التقى وجهاء المدينة وفعالياتها، مؤكداً على ما وصفه بـ”دورهم الوطني في تعزيز الوحدة والتماسك الاجتماعي ودعم عملية الإعمار”.
كما زار الرئيس جبل زين العابدين، وهو موقع ارتبط بالمعارك خلال حملة ردع العدوان التي انتهت بسقوط نظام الأسد. وقد لفتت زيارته الانتباه لربط جهود إعادة البناء الحالية بمحطات مفصلية من الحرب.
جولة في إدلب والمدن المتضررة من الحرب
اختتم الرئيس الشرع جولته في محافظة إدلب، حيث توقف في معرة النعمان وسراقب قبل وصوله إلى مركز المحافظة. وهاتان المدينتان اللتان تضررتا بشدة خلال سنوات النزاع كانتا ضمن مسار جولته لتفقد الدمار والحديث مع السكان.
وفي مدينة إدلب، تجمّعت حشود كبيرة في ساحة السبع بحرات للترحيب به. التقى الرئيس ممثلي المجتمع، مجدداً تأكيده أن إدلب تبقى “ركيزة أساسية للمضي قدماً نحو مشروع الدولة الوطنية الحديثة في سوريا”.
وكان الشرع قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن التحضير لإطلاق صندوق التنمية الوطني، الذي سيعتمد على مساهمات السوريين في الداخل والخارج، مع إعطاء الأولوية لإعادة بناء المناطق المتضررة من الحرب. وجاءت زيارته لإدلب لتؤكد تركيز الحكومة على الإعمار في شمال البلاد، حيث تحمّل السكان العبء الأكبر من القتال.
رسالة إعادة إعمار وانفتاح
أبرزت جولة يوم الجمعة التي شملت حمص وحماة وإدلب أولويتين متلازمتين: الاستثمار والمصالحة. ففي كل محطة شدّد الشرع على التواصل المباشر مع المجتمعات المحلية، مؤكداً أن الحكومة تسعى للاستماع إلى مطالبهم بالتوازي مع دفع عجلة الإعمار. وتسلسل الزيارات، من وضع أسس مشاريع بمليارات الدولارات إلى جولات في شوارع ما تزال تحمل آثار الحرب، عكس ما وصفه المسؤولون بمرحلة جديدة من التعافي الوطني.