
شدّدت قسد قبضتها على مناطق سيطرتها الأسبوع الماضي، مطلقة سلسلة من المداهمات والاعتقالات في محافظتي دير الزور والحسكة. وأفادت مصادر محلية بإنشاء حواجز جديدة شمال دير الزور، من بينها واحد في منطقة المعامل، حيث خضع المدنيون لتفتيش مطوّل وفحص للهويات. وتبعت ذلك مداهمات في بلدتي الحوايج والزر، أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن أربعة رجال من عائلات معروفة، ما أثار الخوف بين الأهالي.
وفي الحسكة، نفذت قسد واحدة من أكبر عملياتها الأخيرة، حيث فرضت إغلاقًا كاملاً على المدينة وأغلقت جميع مداخلها. توقفت الحركة التجارية وخَلَت الشوارع فيما انتشر آلاف المقاتلين في أحياء منها الغويران، النشوة، الزهور، العزيزية، والخشمان. ووفقًا لمراسل قناة تلفزيون سوريا، تم اعتقال العشرات، بينهم نشطاء انتقدوا قسد أو اعتُبروا متعاطفين مع دمشق.
اعتقالات تحت شعار مكافحة الإرهاب
بينما أعلنت قسد أن حملتها استهدفت خلايا تنظيم الدولة، اتهمها السكان باستغلال مكافحة الإرهاب كذريعة لملاحقة الخصوم السياسيين. وقال مصدر من حي الغويران بالحسكة لقناة تلفزيون سوريا: “الحملة الأمنية استهدفت عددًا من النشطاء والمواطنين المعارضين لقسد، إضافة إلى أشخاص اعتُقلوا بسبب صلات عائلية بشخصيات معارضة.”
ومن بين المعتقلين الشيخ عماد الخلف، إمام مسجد التوحيد، إلى جانب عدد من أفراد عائلتي الحارث والأغوات. كما أفادت وسائل إعلام محلية باعتقال إيمان الوردي، وهي امرأة تعاني من مرض مزمن، ما أثار مخاوف بشأن سوء معاملة المعتقلين. وقد ناشدت عائلتها الحكومة السورية ومنظمات حقوق الإنسان التدخل للإفراج عنها.
في المقابل، قالت قسد إن عمليتها التي استمرت 14 ساعة بمشاركة 3 آلاف مقاتل، أسفرت عن القبض على 51 عنصرًا من تنظيم الدولة، إضافة إلى مصادرة أسلحة وذخائر. وادعت قياداتها أن الاعتقالات أحبطت مخططات لمهاجمة سجن الصناعة ومخيم الهول.
توتر مع قوات النظام السوري
تأتي هذه الحملة الأمنية وسط تصاعد التوتر مع قوات النظام السوري. ففي 31 آب، اندلعت اشتباكات في قرية تل ماعز بريف حلب الشرقي. وقالت وكالة سانا إن قوات النظام نصبت كمينًا لمجموعة من قسد كانت تحاول التسلل إلى مواقع الجيش، بينما نفت قسد ضلوعها ووصفت هذه الرواية بأنها “معلومات مضللة مفبركة”.
واتهمت وزارة الدفاع السورية قسد باستهداف حواجز وقصف قرى في محافظة حلب. فيما حذرت دمشق من أن تكرار خرق اتفاقيات وقف إطلاق النار قد يترتب عليه “عواقب جديدة” إذا استمر الوضع.
تصاعد الانتقادات لحكم قسد
وبينما تواصل قسد التأكيد في بياناتها العلنية على مكافحة الإرهاب، يرى منتقدوها أن هذه الحملات تقوّض الثقة بين المجتمعات المحلية التي تعاني أصلًا من التهجير والضائقة الاقتصادية. وتشير شبكات محلية إلى تزايد الاستياء من الاعتقالات التعسفية، حظر التجوال المطوّل، وقيود الحركة.