
جدد الدفاع المدني السوري دعوته للإفراج عن المتطوع المختطف حمزة العمارين، الذي تم اختطافه في السويداء منتصف تموز أثناء مهمة لإجلاء فريق من الأمم المتحدة. وأشار الدفاع المدني إلى أن أكثر من 321 متطوعاً قُتلوا في سوريا منذ 2011 أثناء محاولتهم تنفيذ عمليات إنقاذ.
وأكدت قيادة الدفاع المدني أن العمارين، رئيس مركز الاستجابة الطارئة في السويداء، كان يرتدي زيه الرسمي ويقود سيارة مميزة عندما اعترضه مسلحون قرب دوار العمران. وأجرى الخاطفون اتصالاً قصيراً مع زملائه لطمأنتهم على سلامته قبل أن يقطعوا الاتصال نهائياً. وكان الوزير رائد الصالح قد زار عائلة العمارين الشهر الماضي، مؤكداً أن قضيته تتابَع على “أعلى المستويات”.
فصائل مدعومة خارجياً تؤجج الفوضى
تفاقمت حالة الفلتان الأمني في السويداء بفعل الفصائل الموالية لرجل الدين الدرزي حكمت الهجري، حيث تُتهم مجموعاته بعرقلة عمل المؤسسات الحكومية والحد من صلاحيات الشرطة والأجهزة الأمنية. ويقول محللون إن الدعم الذي تحظى به هذه المجموعات من جهات خارجية، بما فيها إسرائيل، قد منحها الجرأة للعمل كسلطات أمر واقع في المحافظة.
هذا النفوذ جعل السويداء عرضة للعصابات وبقايا الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش، إضافة إلى المهربين الذين يستغلون غياب القانون. والنتيجة بيئة باتت فيها عمليات الخطف أمراً شائعاً، تستهدف المدنيين وعمال الإغاثة والمسافرين على الطرق من وإلى المحافظة.
عمليات خطف متبادلة تزيد من التوترات
لا يزال مصير عشرات المفقودين من السويداء ودرعا والمجتمعات البدوية مجهولاً. ووفق مصادر محلية، لجأت عائلات معتقلين إلى تنفيذ عمليات خطف مضادة للضغط من أجل صفقات تبادل. ففي إحدى الحالات، أقدم سكان من درعا على اختطاف أفراد من الطائفة الدرزية أثناء مرورهم في المحافظة، فيما ناشدت العشائر الحكومة السورية التدخل.
وأكد مسؤولون أمنيون تنفيذ عدة عمليات إنقاذ ناجحة، حيث أوضح العميد أحمد الدلاتي أن قوات الأمن في السويداء تمكنت من تحرير ركاب حافلة كانت متجهة من دمشق إلى السويداء. كما أعلنت وزارة الداخلية الإفراج عن متطوعي الهلال الأحمر السوري الذين اختُطفوا خلال مهمة قافلة إغاثية في درعا في 12 آب.
العمل الإنساني في عرضة الخطر
أثار استهداف عمال الإغاثة قلقاً واسعاً لدى الوكالات الدولية. وأكد الدفاع المدني أن متطوعيه أنقذوا أكثر من 130 ألف شخص، محذراً من أن عمليات خطف مثل قضية العمارين تهدد مستقبل جهود الإغاثة. ووصف الدكتور فارس قاضي، رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية دون الإقليمي، الهجمات على فرق الإنقاذ بأنها “انتهاك خطير للقانون الإنساني”.
وحث قادة الدفاع المدني المجتمع الدولي على الضغط على الفصائل المسيطرة في السويداء للإفراج عن العمارين، مشددين على أن حماية العاملين في المجال الإنساني مسؤولية قانونية وأخلاقية.
ومع استمرار العنف وعمليات الخطف، تبقى السويداء عالقة بين ميليشيات مدعومة من الخارج، وعصابات إجرامية، وعرقلة لسلطة الدولة. فيما تواصل عائلات المفقودين الانتظار لمعرفة مصير أبنائها، بينما تحذر منظمات الإغاثة من أن الأزمة المنفلتة لا تهدد أمن المحافظة فحسب، بل أيضاً شريان العمل الإنساني في جنوب سوريا بأكمله.