في خطوة إنسانية لافتة، وصلت مساعدات طبية قطرية إلى مطار دمشق الدولي ضمن مبادرة “أبشري سوريا”. وتأتي هذه الحزمة في إطار الدعم المستمر للقطاع الصحي السوري الذي يعاني من تداعيات أكثر من عقد من الحرب.
مساعدات شاملة
تضمنت المساعدات 90 طناً من المعدات والإمدادات الطبية بقيمة تتجاوز 45 مليون ريال قطري (نحو 12.5 مليون دولار)، نُقلت عبر الجسور البرية والجوية. حيث انطلقت 22 شاحنة في ثلاثة قوافل برية من مستودعات “سدرة للطب” و”الهلال الأحمر القطري” في الدوحة بتاريخ 28 آب، تبعها وصول طائرة إغاثية يوم الأحد 7 أيلول 2025 محملة بـ 12 طناً من المعدات الطبية المتخصصة.
وشملت المساعدات أجهزة أشعة وتخدير وغسيل كلى، وأجهزة تحليل مخبري متقدمة، وأجهزة لمراقبة المؤشرات الحيوية والتنفس الاصطناعي، وحاضنات الأطفال، وأنظمة تصوير شعاعي وليزري، ومجمدات للبلازما والمواد البيولوجية، وأجهزة مراقبة قلبية وعصبية، ووسائل لنقل المرضى وحماية البيئة والتعقيم وغيرها.
رسالة تضامن وأمل
جاءت هذه الجهود بالتعاون بين وزارة الخارجية القطرية و”سدرة للطب” ووزارة الصحة السورية والهلال الأحمر القطري والهلال الأحمر العربي السوري. وترأس الوفد القطري يوسف بن علي الخاطر، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري، ورافقه فيصل محمد العمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري، إضافة إلى مساعدي الأمناء العامين لشؤون الإغاثة والتنمية الدولية والاتصال.
وأكد الخاطر أن هذه المساعدات هي “رسالة تضامن بعنوان أبشري سوريا” تهدف إلى المساهمة في إنعاش القطاع الصحي السوري وتعزيز قدراته على تلبية احتياجات ملايين السوريين، مشيداً بالدور المحوري للهلال الأحمر القطري منذ بداية الأزمة السورية عام 2012.
من جهته، وصف وزير الصحة السوري مصعب العلي المبادرة بأنها “ليست مجرد تجهيزات وإمدادات، بل رسالة تضامن صادق وحياة جديدة لمرضانا، وأمل متجدد في قلوب كوادرنا الطبية”.
إغاثة لواقع صحي صعب
من جهته، أكد القائم بالأعمال القطري في سوريا أن المساعدات ستوزع على مختلف المحافظات والمناطق السورية، بما في ذلك السويداء والمحافظات الساحلية، تعبيراً عن التزام قطر بإيصال مساعداتها إلى جميع السوريين دون استثناء.
وتأتي هذه المبادرة في ظل تدهور الوضع الصحي في سوريا، حيث ما تزال آثار الحرب ماثلة في معظم المرافق الطبية. ووفقاً لإحصاءات وزارة الصحة السورية، يوجد في البلاد 1779 مرفقاً طبياً بين مراكز وعيادات، منها 630 مدمرة بالكامل و400 متضررة جزئياً.
أما المرافق المتبقية، فتعاني من نقص حاد في المعدات والكوادر والإمدادات. وتشكل هذه المساعدات رسالة أمل تدعم صمود السوريين وتعزز قدرات القطاع الصحي على الاستمرار في تقديم الخدمات الحيوية للمواطنين في جميع المناطق.