
استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في التاسع من أيلول/سبتمبر وفداً روسياً رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك في قصر الشعب بدمشق، وذلك في أكبر زيارة رسمية منذ سقوط نظام الأسد، قبيل القمة العربية – الروسية المقررة في موسكو الشهر المقبل. وتركزت المباحثات على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والدفاع والزراعة والصحة.
نوفاك أوضح أن زيارته تهدف إلى وضع خطوط التعاون الصناعي والاقتصادي، إضافة إلى التحضير لزيارة الرئيس أحمد الشرع إلى موسكو في أكتوبر لحضور القمة. وقال للصحفيين: “نولي اهتماماً خاصاً بالزيارة المرتقبة للرئيس الشرع إلى موسكو”، مؤكداً دعم روسيا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وضم الوفد الروسي نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف، ووزير البناء إريك فايزولين، وممثلين عن 14 وزارة، فيما حضر من الجانب السوري وزير الخارجية أسعد الشيباني، ورئيس الأركان علي نعسان وعدد من الوزراء.
الهواجس الاستراتيجية المشتركة
ركز المسؤولون السوريون خلال الاجتماعات على قضايا الأمن الإقليمي، حيث اعتبر الوزير الشيباني أن الغارات الإسرائيلية تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار، مشيراً إلى أن “كلما ازدادت سوريا استقراراً، انفتحت آفاق التعاون أمام الجميع، وضعفت فرص الفوضى والإرهاب”.
المحلل السياسي بسام السليمان قال لـ”Levant24″ إن المحادثات ذات أهمية للطرفين، موضحاً: “روسيا تسعى لترسيخ وجودها في المنطقة، وفي المقابل يمكنها أن تقدم تعاوناً عسكرياً واقتصادياً… ومن مصلحة سوريا أيضاً أن تكون لها علاقات قوية مع موسكو”.
كما أبدى نوفاك استعداد موسكو للوساطة مع إسرائيل نظراً لعلاقاتها الإقليمية، مشيراً إلى أن مسار العلاقات مع سوريا يخضع لإشراف مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين.
الأجندة الاقتصادية والإنسانية
بعيداً عن ملف الأمن، تناولت المباحثات إعادة الإعمار، حيث أكدت موسكو استعدادها لدعم إعادة تأهيل قطاع الطاقة السوري وتقديم مساعدات إنسانية تشمل الوقود والغذاء والدواء.
واقترح نوفاك استئناف عمل اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي باعتبارها إطاراً فعالاً للمشاريع الثنائية. كما أشار إلى التعاون الثقافي والتعليمي، مذكّراً بوجود نحو 4 آلاف طالب سوري يدرسون حالياً في الجامعات الروسية.
قمة أكتوبر
ومع اقتراب زيارة الشرع إلى موسكو الشهر المقبل، أكدت الحكومتان فتح “صفحة جديدة” في العلاقات، حيث وصف نوفاك الشراكة بين سوريا وروسيا بأنها “متينة وقائمة على الاحترام المتبادل”، معرباً عن أمله في أن تشهد “تطوراً نوعياً” في المرحلة القادمة.