أعلنت السلطات السورية، يوم الخميس، عن اعتقال خلية مرتبطة بحزب الله تنشط في ريف دمشق الغربي. وقال العميد أحمد الدالاتي، قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق، إن الاعتقالات جاءت بعد أسابيع من المراقبة والرصد الميداني من قبل وحدات متخصصة بالتعاون مع جهاز المخابرات العامة.
وبحسب الدالاتي، فإن الخلية كانت تنشط في بلدتي سعسع وكنكر. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن أفرادها تلقوا تدريبًا في لبنان وكانوا يخططون لتنفيذ هجمات داخل سوريا تهدد أمن واستقرار المواطنين.
وذكرت وزارة الداخلية أنه تمت مصادرة منصات إطلاق صواريخ، و19 صاروخ غراد، وصواريخ مضادة للدروع، وبنادق، وكميات كبيرة من الذخيرة. وأضاف الدالاتي أن القضية أُحيلت إلى السلطات القضائية فيما تتواصل التحقيقات بشأن ارتباطات المجموعة وأهدافها.
حزب الله ينفي
رفض حزب الله اللبناني هذه الاتهامات، وأصدر بيانًا عبر مكتبه الإعلامي نفى فيه أي صلة بالمعتقلين. وجاء في البيان: “ننفي مزاعم وزارة الداخلية السورية بأن الأفراد المعتقلين ينتمون إلى حزب الله. فحزب الله ليس له أي وجود في سوريا، وهو ما يزال ملتزمًا باستقرارها”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها حزب الله اتهامات من السلطات السورية. فقد نفى مرارًا تورطه في حوادث أمنية داخل سوريا منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024. وفي آذار الماضي، رفض أيضًا اتهامات بلعب دور في اشتباكات بالساحل السوري أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، وكذلك في سلسلة من الضربات والهجمات على الحدود السورية-اللبنانية.
حملة تستهدف خلايا ترتبط بحزب الله
شنت الأجهزة الأمنية السورية عدة عمليات هذا العام استهدفت مجموعات وصفتها بأنها “خلايا مرتبطة بحزب الله”. ففي آذار، أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقالات في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، في إطار حملة أوسع لمكافحة ما سمته “عمليات إجرامية” في المنطقة.
وكان حزب الله نشطًا منذ سنوات في مناطق حدودية مثل القصير والسيدة زينب، وكان حليفًا رئيسيًا لنظام الأسد خلال الصراع السوري، كما اتُهم من قبل منظمات حقوقية بارتكاب انتهاكات خلال حصار مدن مثل الزبداني ومضايا بين عامي 2015 و2017. ويُزعم أن الحزب أرسل سابقًا خلايا مماثلة إلى المناطق المحررة إبان الثورة السورية.
توتر على الحدود يعقّد العلاقات
لطالما كانت الحدود اللبنانية-السورية، الممتدة نحو 375 كيلومترًا، منفذاً هشًا وصعب السيطرة، حيث تنتشر فيها الجبال والأودية الوعرة وتفتقر إلى نقاط ترسيم رسمية. وقد استغلت شبكات التهريب والجماعات المسلحة هذه التضاريس لسنوات طويلة.
تزيد الاعتقالات الأخيرة من التوترات المستمرة بين دمشق وحزب الله. ففي حين يُؤكد المسؤولون السوريون عزمهم على تأمين الأرياف واستقرار المناطق الحدودية، يُصرّ حزب الله على رفض اتهامه بالوقوف خلف تأجيج أزمات سوريا الأمنية.
