
اجتمع قادة ومسؤولون من 57 دولة في الدوحة يوم الإثنين خلال قمة عربية-إسلامية طارئة، بعد الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين في حركة حماس داخل العاصمة القطرية. وأسفرت الضربة عن مقتل عدد من الأشخاص، بينهم ضابط في جهاز الأمن الداخلي القطري، ما أثار إدانات واسعة في المنطقة باعتبارها انتهاكًا للسيادة وتهديدًا للاستقرار.
صدمة إقليمية وحيرة دولية
وتُعدّ هذه الضربة أول مرة تستهدف فيها الطائرات الحربية الإسرائيلية العاصمة القطرية الدوحة، الحليف الوثيق لواشنطن ومقر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.
صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لم يُبلّغ مسبقًا بالعملية، مخالفًا تقارير أفادت بأن البيت الأبيض علم بها قبيل تنفيذها. لاحقًا، أعرب ترامب عن استيائه من الهجوم، واصفًا إياه بأنه “خطوة أحادية لم تخدم المصالح الأمريكية ولا الإسرائيلية”.
ويرى محللون أن الحادثة أثارت قلق دول الخليج التي لطالما اعتمدت على الضمانات الأمنية الأمريكية. وقال سرحات سوهى شوبوكشوغلو من مركز تريندز للأبحاث: “إذا كان بإمكان إسرائيل ضرب الدوحة دون عواقب، فما الذي يمنعها من استهداف عواصم أخرى؟”.
دعوة الرئيس السوري للوحدة
وفي كلمته، أدان الرئيس السوري أحمد الشرع الضربة الإسرائيلية، معتبرًا إياها “عملًا غير مسبوق”. وأضاف: “من النوادر أن يُقتل مفاوض، ومن سابقة الأفعال أن يُستهدف وسيط”. وأكد وقوف سوريا وشعبها “إلى جانب إخوتنا في قطر، ونُجلّهم ونُجلّ عدالة موقفهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي”.
وربط الشرع الهجوم على الدوحة بالحملة الأوسع التي تشنها إسرائيل، مشيرًا إلى أن إسرائيل “ضربت سوريا مرارًا خلال الأشهر التسعة الماضية، في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان على غزة”. وشدّد قائلاً: “عندما تتوحد الأمة، تصبح أقوى، وعندما تتفرق، تضعف”، داعيًا الدول العربية إلى التكاتف في مواجهة التهديدات الخارجية.
إدانة موحدة للعدوان
وفي البيان الختامي، أدان القادة العرب والمسلمون العملية الإسرائيلية واصفين إياها بأنها “هجوم جبان وغير قانوني”، وأعربوا عن “تضامنهم الكامل” مع قطر. واعتبروا أن الضربة تُعد انتهاكًا للقانون الدولي، وتهديدًا للسلام والأمن في المنطقة، داعين المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة لردع تكرار مثل هذه الضربات في الشرق الأوسط، بما في ذلك في سوريا ولبنان.
ودعا القادة إلى إدانة المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات، ومحاسبة إسرائيل، ودعم جهود الوساطة التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة. كما رحبوا بمؤتمر حل الدولتين المزمع عقده في نيويورك في 22 سبتمبر برعاية مشتركة من السعودية وفرنسا، في إطار جهود جديدة للاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وفي ختام البيان، شدّد القادة على أن “سيادة قطر جزء لا يتجزأ من الأمن الإقليمي”، وأكدوا أن الضربة الإسرائيلية لم تكن مجرد استهداف للدوحة، بل “رسالة لكل عاصمة عربية وإسلامية حول هشاشة الضمانات الأمنية الحالية”.