
عقد الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سلسلة من الاجتماعات يوم الاثنين 15 سبتمبر مع عدد من القادة الإقليميين، وذلك على هامش القمة الطارئة العربية-الإسلامية في الدوحة، والتي جاءت على خلفية الغارة الجوية الإسرائيلية على العاصمة القطرية.
وبحسب بيانات صادرة عن وزارة الخارجية السورية، التقى الرئيس الشرع كلاً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس اللبناني جوزيف عون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتركزت المناقشات على العلاقات الثنائية والتنسيق الإقليمي، وفقاً للمسؤولين.
وقالت الرئاسة السورية إن مشاركة الشرع تعكس “موقف سوريا الثابت في دعم سيادة الدول الشقيقة ورفض العدوان الخارجي”.
سياق القمة والموقف القطري
عُقدت القمة رداً على الغارة الإسرائيلية التي وقعت في 9 سبتمبر واستهدفت منزلاً في الدوحة يُستخدم من قبل مسؤولين في حركة حماس وعائلاتهم. وأسفرت الضربة عن مقتل ضابط في الأمن الداخلي القطري وخمسة من أعضاء حماس، فيما أعلنت الحركة أن قيادتها نجت من الهجوم.
وفي كلمته الافتتاحية، ندد الشيخ تميم بالهجوم واصفاً إياه بـ”العمل الإرهابي الجبان”، وقال إن إسرائيل تسعى إلى تقسيم سوريا وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها. وأكد أن قطر ستواصل جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس رغم الهجوم.
التحرك الدبلوماسي السوري
شملت محادثات الرئيس السوري جهات غير خليجية أيضاً، حيث أكدت وزارة الخارجية السورية أن الوزير أسعد الشيباني أجرى اجتماعات منفصلة مع نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك. وتمت هذه اللقاءات خلال الاجتماع الوزاري التحضيري يوم الأحد 14 سبتمبر، والذي جمع مسؤولين من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية القطرية أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى كذلك مع باراك، حيث جرى استعراض آخر تطورات الملف السوري وسبل تعزيز التعاون بين الدوحة وواشنطن لدعم الاستقرار في سوريا.
تنسيق إقليمي ومخاوف مشتركة
سلطت هذه اللقاءات الضوء على سعي سوريا لإعادة تأكيد حضورها الإقليمي بعد سنوات من العزلة والصراع. ووفقاً لمصادر دبلوماسية، ركزت المحادثات مع لبنان وتركيا على أمن الحدود والتعاون الاقتصادي، في حين تناولت المحادثات مع السعودية التنسيق العربي الأوسع.
وفي تطور متصل، دعت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند، التي شاركت أيضاً في اجتماعات الدوحة، إلى السماح العاجل بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأعربت عن دعمها لمبادرات الاستقرار في سوريا ولبنان. وأشارت إلى أن المناقشات ستستمر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر.
