
أدان مسؤولون إقليميون ودوليون الحملة العسكرية الإسرائيلية المتوسعة في أنحاء الشرق الأوسط، محذرين من أن أفعالها تهدد الاستقرار وتنتهك القانون الدولي. واجتمع قادة من 57 دولة في الدوحة يوم الاثنين في قمة عربية-إسلامية طارئة، عُقدت بعد الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية في 9 أيلول.
واتهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إسرائيل بالسعي لتقسيم سوريا، مؤكداً أن “هذه المخططات مصيرها الفشل”. ودعا الدول العربية والإسلامية إلى تبني “إجراءات ملموسة ضد إسرائيل”، مضيفاً أن قبول المبادرة العربية للسلام كان من شأنه أن يجنب المنطقة “الكثير من المآسي”.
التصعيد الإسرائيلي في سوريا
منذ سقوط نظام الأسد أواخر عام 2024، كثّفت إسرائيل ضرباتها على الأراضي السورية وأعلنت انهيار اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974. ورفضت دمشق الادعاء الإسرائيلي، مؤكدة التزامها بالاتفاق.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب لقناة 12 الإسرائيلية إن إسرائيل تعتزم الحفاظ على سيطرتها على جبل الشيخ، الذي وصفه مسؤولون سوريون بأنه احتلال. وأفادت القناة بأن إسرائيل أنشأت ثمانية مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية لمراقبة خطوط الإمداد والتحركات نحو لبنان.
تركيا والمخاوف الإقليمية
حذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من أن أفعال إسرائيل تهدف إلى إضعاف سوريا وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها. وفي كلمة له بمنتدى سياسي في روما قال: “إن استقرار سوريا أمر أساسي لأمن أوروبا وسلامها. إسرائيل تريد أن ترى جيرانها مشتتين، منقسمين سياسياً وضعفاء اقتصادياً”.
ودعا فيدان إلى ممارسة ضغط دولي لوقف التوسع الإسرائيلي، محذراً من أن المكاسب قصيرة المدى لإسرائيل قد تخلق “خطراً استراتيجياً كبيراً”. وأضاف أن استمرار الصراع ينطوي على خطر إطالة أمد نزوح ملايين اللاجئين السوريين.
ردود الفعل الدولية
قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم لصحيفة “ذا ستار” إن إسرائيل هاجمت ست دول في المنطقة خلال أسبوعين فقط، واصفاً هذه الأفعال بأنها “غير مقبولة”. وتعهد بدعم إعادة إعمار سوريا، مضيفاً أنه سيسعى للضغط من أجل تحرك دولي أقوى لصالح كل من سوريا وفلسطين، مؤكداً: “لا يمكننا إقامة علاقات دبلوماسية أو إجراء تجارة أو بناء صداقات مع دولة استبدادية تستمر في اضطهاد الشعب الفلسطيني”.
وفي واشنطن، دعا أعضاء من الكونغرس زاروا دمشق مؤخراً إسرائيل إلى وقف ضرباتها العسكرية. وفي بيان مشترك، قال كل من السيناتور جين شاهين، والسيناتور جوني إرنست، والنائب جو ويلسون إن الأفعال الإسرائيلية “تجعل الاستقرار أكثر صعوبة”، مشيدين بجهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الأمريكي توم باراك.
وقال المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية يوسي كوبرفاسر إن ترتيبات أمنية محدودة مع دمشق قد تكون ممكنة إذا ضمنت سوريا عدم وجود قوات إيرانية على أراضيها. وأضاف أن إسرائيل قد “تقلص وجودها” في جنوب سوريا في نهاية المطاف، لكنها ستحتفظ على الأرجح بمواقعها في جبل الشيخ.
الدعوة إلى سيادة القانون
حذر المتحدثون في قمة الدوحة مراراً من أن الأفعال العسكرية الإسرائيلية غير المقيدة تقوّض المعايير الدولية. وأكد الأمير تميم أن طموح إسرائيل في الهيمنة على المنطقة “وهم كبير”، بينما شدد فيدان على أن السلام الدائم يتطلب “الازدهار والكرامة والأمن المتبادل” لكل من العرب والإسرائيليين.