
وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى واشنطن يوم الخميس 18 أيلول/سبتمبر، في أول زيارة رسمية لوزير خارجية سوري إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من ربع قرن. ووصفت وزارة الخارجية السورية الزيارة بأنها “تاريخية”، مضيفة أنها تمثل نقطة تحول بعد عقود من العلاقات المتوترة.
وتأتي الزيارة قبل أيام قليلة من إلقاء الرئيس أحمد الشرع كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقدمت دمشق الرحلة على أنها إشارة إلى استعدادها للانخراط بشكل مباشر مع واشنطن في القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية. أما الزيارة المماثلة الأخيرة فقد جرت عام 1999 عندما زار وزير الخارجية آنذاك فاروق الشرع واشنطن لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل.
محادثات حول العقوبات والأمن
ذكرت صحيفة “أكسيوس” الأمريكية أن الشيباني موجود في واشنطن لدفع باتجاه الرفع الدائم للعقوبات، وخاصة “قانون قيصر” الذي استهدف قطاعات الطاقة والبناء والقطاع المالي في سوريا منذ عام 2020.
وأكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من ولاية ساوث كارولاينا أنه وعدد من المشرعين الآخرين من المقرر أن يلتقوا بالوزير السوري. وقال غراهام إنه سيدعم إلغاء العقوبات إذا انضمت سوريا رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش وسارت نحو اتفاق أمني جديد مع إسرائيل.
ومن المتوقع أن يواصل الشيباني مناقشاته مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة. وكان الوزير السوري قد أجرى محادثات مماثلة في لندن مطلع الأسبوع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بحضور المبعوث الأمريكي توم باراك، وفق ما نقلته قناة الجزيرة.
دعوات دولية للدعم
خلال جلسة لمجلس الأمن يوم الخميس، رحبت المبعوثة الأمريكية دوروثي شيا بانخراط سوريا، ودعت الدول الأعضاء إلى دعم جهود إعادة الإعمار. وأشادت بدور السعودية في تعزيز الاستقرار، وقالت إن الحوار بين سوريا وإسرائيل من شأنه أن “يدعم الازدهار والاستقرار في المنطقة”، بحسب وكالة سانا.
وردد المبعوث الأممي غير بيدرسن الدعوة ذاتها، مطالباً بإنهاء التدخلات الخارجية والعقوبات. كما عرض خارطة طريق لحل أزمة السويداء تتضمن المحاسبة، والإفراج عن المعتقلين، والمساعدات الإنسانية. وقال: “إن نجاح عملية العدالة الانتقالية أمر أساسي لنجاح العملية السياسية في سوريا”.
منعطف قبيل اتعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة
تسلط زيارة الشيباني إلى واشنطن الضوء على مساعي سوريا لإعادة تثبيت مكانتها على الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة والحرب. وما إذا كانت المحادثات في الولايات المتحدة وأوروبا ستقود إلى رفع العقوبات أو اختراق في العلاقات مع إسرائيل ما زال غير مؤكد، لكن مسؤولين من مختلف الأطراف يشيرون إلى أن الأسابيع المقبلة قد تحدد مسار المرحلة التالية لسوريا.