خلال اجتماع رسمي في مقر وزارة الصحة السعودية في الرياض، وقّع وزير الصحة السوري مصعب العلي ونظيره السعودي فهد بن عبد الرحمن الجلاجل مذكرة تفاهم للتعاون في القطاع الصحي.
تهدف المذكرة إلى تعزيز الشراكة بين البلدين في مجالات التدريب الطبي والتبادل العلمي وتطوير خدمات الصحة الرقمية، إضافة إلى دعم المشاريع الصحية وتوسيع استخدام تقنيات التطبيب عن بُعد.
استشارة افتراضية عبر التطبيب عن بُعد
شارك الوزيران افتراضياً في متابعة أول عملية جراحية أُجريت في أحد مستشفيات دمشق، حيث جرى الاستعانة بفريق متخصص في وزارة الصحة السعودية عبر تقنيات الاتصال المرئي. ويعكس هذا الإجراء العملي تطبيقات التعاون التقني بين الجانبين.
تمثل هذه المبادرة نموذجاً متقدماً للتعاون الطبي العربي، يسهم في رفع مستوى الخدمات الصحية وتبادل الخبرات بما يعود بالنفع على المرضى ويعزز جودة الرعاية الطبية في البلدين.
التعاون الدوائي مع هيئة الغذاء والدواء
وخلال الزيارة، زار العلي مقر الهيئة السعودية للغذاء والدواء حيث التقى الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور هشام بن سعد الجضعي، لبحث آفاق التعاون المشترك في مجالات الأدوية والمستلزمات الطبية.
استعرض الاجتماع التجارب التنظيمية والرقابية التي تعتمدها الهيئة لضمان سلامة وجودة المنتجات الغذائية والدوائية، كما ناقش سبل تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق في القضايا الصحية ذات الاهتمام المشترك.
قام العلي أيضاً بجولة ميدانية في أقسام الهيئة، اطلع خلالها على أنشطتها وخدماتها بما في ذلك آليات التفتيش، واختبارات المختبر، وأنظمة التتبع الإلكتروني للمنتجات، وأحدث الممارسات المعتمدة لضمان سلامة الغذاء والدواء.
وأشاد العلي بالدور الريادي للهيئة في تطوير الأنظمة الرقابية ورفع معايير الجودة على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكداً أهمية تبادل الخبرات بين الجانبين بما يسهم في تطوير القطاعين الصحي والدوائي.
من جانبه رحّب الدكتور الجضعي بالزيارة، معبّراً عن استعداد الهيئة لتعزيز التعاون مع الجانب السوري بما يخدم حماية الصحة العامة ويدعم جهود تطوير النظام الصحي في البلدين.
يمثل توقيع مذكرة التفاهم بين سوريا والسعودية خطوة مهمة نحو بناء تعاون صحي مستدام، ويعكس التزام البلدين بتطوير الخدمات الطبية وتبادل الخبرات في مجالات حيوية، ويفتح آفاقاً جديدة لتوظيف التقنيات الحديثة لتحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز التكامل العربي.