
وصل الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لحضور الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في أول ظهور لرئيس سوري أمام هذا المحفل الدولي منذ نحو ستة عقود. ركزت زيارته على الدعوات لرفع العقوبات، والتواصل مع المغتربين السوريين، والاجتماعات مع المشرعين والمسؤولين الأمريكيين.
اجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين
التقى الشرع بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 22 سبتمبر بنيويورك، حيث شدد روبيو على فرصة سوريا في “بناء دولة مستقرة وذات سيادة” بعد تخفيف جزئي للعقوبات من قبل الرئيس الأمريكي ترامب. كما تناولت المناقشات مكافحة الإرهاب، والمفقودين الأمريكيين، ودور العلاقات الإسرائيلية-السورية في الأمن الإقليمي.
وعقد الرئيس الشرع أيضاً محادثات مع السيناتور جين شاهين وممثل الكونغرس غريغوري ميكس على هامش أعمال الجمعية العامة، حيث شددت شاهين على ضرورة حماية حقوق الإنسان ودعم الإصلاحات وضمان مشاركة جميع الطوائف السورية في الحياة السياسية.
أوضح وزير الخارجية أسعد الشيباني أن رفع العقوبات يمثل أولوية قصوى لدمشق، مؤكداً أنه سيمكن من التعافي وتعزيز التعاون ضد الإرهاب.
التواصل مع المغتربين السوريين في نيويورك
بعد وصوله، التقى الشرع بوفد من الجالية السورية في الولايات المتحدة وقال: “يجب أن نكون شعباً متحداً؛ قد لا نتفق في كل شيء، لكن يجب أن نتحد”. وأكد على أهمية دور الجاليات السورية في نقل الصورة الجديدة للواقع السياسي السوري والمساهمة في إعادة الإعمار.
حضر اللقاء سوريون يهود ومسيحيون ومسلمون، في رسالة حكومية واضحة حول الشمولية. وذكرت صحيفة عبرية أن رجل الأعمال السوري اليهودي يوسف جعجتي قدم تبرعاً رمزياً لجهود إعادة الإعمار، ووصفه الشرع بأنه لفتة مؤثرة.
التركيز الاقتصادي في قمة كونكورديا
في القمة السنوية لكونكورديا التي عُقدت بالتوازي مع أعمال الجمعية العامة، عرض الشرع رؤية حكومته لسوريا بعد الحرب، مع التركيز على إعادة الإعمار والاستثمار والشراكات العالمية الجديدة. وخلال مقابلة مع الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد بترايوس، شدد الشرع على أن العقوبات المتبقية تستهدف السوريين المدنيين ويجب رفعها.
وقال الشرع: “لدينا مهمة ضخمة لبناء الاقتصاد، ولدينا الكفاءات القادرة على ذلك”. ونفى انضمام سوريا لاتفاقيات أبراهام، لكنه أشار إلى محادثات متقدمة مع إسرائيل حول اتفاق أمني محتمل مرتبط بخطوط فض الاشتباك لعام 1974.
عودة سوريا إلى الساحة الدولية
يعد هذا الظهور الأول لسوريا في الجمعية العامة منذ عام 1967، قبل حكم عائلة الأسد لنصف قرن. وسيلقي الشرع خطابه الأول أمام الأمم المتحدة لاحقاً هذا الأسبوع. وأوضح الباحث السياسي حازم الغبرة أن الزيارة “تعكس اهتمام المجتمع الدولي بالتغيير الإيجابي في سوريا”، لكنه حذر من أن الاستقرار طويل الأمد يعتمد على الحوار المستمر والإصلاحات.