ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء، 24 سبتمبر، ليصبح أول رئيس سوري يخاطب الجمعية منذ عام 1967. وقدّم خطابه خلال الدورة الثمانين في نيويورك، مركزاً على تحوّل سوريا من عقود من الحكم الاستبدادي إلى ما وصفه بالسعي المتجدد نحو الاستقرار والدبلوماسية.
قصة سوريا ودروس التاريخ
قال الشرع: “قصتنا درس من التاريخ وتجسيد حقيقي للقيم الإنسانية النبيلة”، مستهلاً بسرد المعاناة تحت حكم النظام السابق، الذي ذكّر باستخدامه للأسلحة الكيميائية والتعذيب والتهجير الجماعي. خلّف نحو مليون شهيد ومليوني منزل مدمر قبل انهياره العام نهاية الماضي.
التزامات بالإصلاح والعدالة
تعهد الرئيس بالسعي لتحقيق العدالة ضد “جميع من تلطخت أيديهم بالدماء”، مؤكدًا إعادة هيكلة مؤسسات الدولة. وأضاف أن سوريا تستعد لانتخابات مجلس الشعب وأطلقت لجاناً للعدالة الانتقالية وللتحقيق في ملف المفقودين.
كما جدد الشرع التأكيد على أن سياسة سوريا قائمة على “الدبلوماسية والاستقرار”، مشدداً على أن الحوار هو حجر الأساس في نهج حكومته. ودعا إلى رفع كامل للعقوبات التي وصفها بأنها تعيق جهود التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار.
العلاقات الخارجية والاستقرار الإقليمي
فيما يخص السياسة الخارجية، أكد الشرع التزام سوريا باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 مع إسرائيل، لكنه دان ما وصفه بالانتهاكات المستمرة للأراضي السورية. وقال: “أفعال إسرائيل تتناقض مع الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في سوريا”.
وأعرب الرئيس عن امتنانه للشركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لما وصفه بدعمهم سوريا خلال مرحلتها الانتقالية.
التضامن مع غزة
وتطرق الشرع أيضاً إلى الصراع المستمر في غزة، داعياً إلى وقف فوري للأعمال العدائية. وقال: “نحن من الشعوب الأكثر وعياً بفظائع الحرب والدمار، ولهذا نقف بثبات إلى جانب شعب غزة وأطفالها ونساءها”.
واعتبر الشرع أن الطريق الجديد لسوريا مرتبط بالسلام الإقليمي الأوسع، مشيراً إلى أن بلاده تحوّلت من “مصدّر للأزمات إلى دولة تسعى لحل مشكلاتها وتهدئة المنطقة”.
فصل جديد لسوريا
وختم كلمته قائلاً إن سوريا تعيد بناء نفسها كدولة قائمة على القانون، مصممة على حماية الحقوق والحريات. حيث قال: “اليوم، تعيد سوريا بناء نفسها من خلال تأسيس دولة جديدة، وبناء مؤسسات وقوانين تضمن حقوق الجميع بلا استثناء”.
وكان آخر رئيس سوري خاطب الجمعية العامة في عام 1967، حين ألقى نور الدين الأتاسي كلمته خلال جلسة خاصة عقب حرب يونيو/حزيران.
