في قمة كونكورديا السنوية في نيويورك، التي حضرها عدد من المستثمرين البارزين وخبراء الاقتصاد، قدّم رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، عصام غريواتي، رؤية مهمة ومقترحات عملية تهدف إلى دعم الاقتصاد السوري وتعزيز التنمية. وقد حضر الاجتماع الرئيس السوري أحمد الشرع.
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عماد الاقتصاد
شدد غريواتي على الدور الحيوي والمحوري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي تشكّل ما يقارب 97% من القطاع الخاص السوري. وأوضح أن تعزيز قدرة هذه المؤسسات على الصمود لا يُعد مجرد أولوية اقتصادية، بل استثمارًا في الاستقرار الاجتماعي والتنمية الشاملة والمستدامة، باعتبارها المحرك الرئيسي لخلق فرص العمل وتسريع النشاط الاقتصادي.
صندوق إقليمي تحت إشراف غرف التجارة
كخطوة عملية لتحقيق هذا الهدف، دعا غريواتي إلى إنشاء صندوق إقليمي لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مقترحًا أن يتم تمويله من خلال مساهمات مالية من الولايات المتحدة بالتعاون مع شركائها الإقليميين.
ولضمان الشفافية والفاعلية ووصول الدعم مباشرة إلى المستحقين، شدد على أهمية أن يكون الصندوق تحت الإشراف المباشر لغرف التجارة في كلٍّ من سوريا والولايات المتحدة، واصفًا هذا المقترح بأنه “أداة استراتيجية لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام”.
من الاستثمار إلى المسؤولية الاجتماعية
تضمّن المقترح جانبًا آخر لا يقل أهمية، يتمثل في تشجيع رجال الأعمال السوريين الأمريكيين في الولايات المتحدة على المساهمة في جهود التنمية. ودعا غريواتي هؤلاء المستثمرين إلى القيام باستثمارات مباشرة تساعد في خفض معدلات البطالة المرتفعة، التي تُعد تحديًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا.
كما شمل المقترح بُعدًا إنسانيًا وأخلاقيًا، إذ حث رجال الأعمال على المشاركة في دعم عودة السوريين النازحين واللاجئين من المخيمات من خلال المساهمة في بناء البنية التحتية الأساسية مثل المساكن والمدارس والمستشفيات.
وبيّن غريواتي أن هذا الدعم ليس مجرد عمل إنساني، بل هو استثمار في الاستقرار الاجتماعي وتهيئة الظروف الملائمة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي وخلق بيئة آمنة وجاذبة لمزيد من الاستثمارات على المدى الطويل.
رؤية لتوحيد الجهود
تمثل المقترحات التي قدّمها غريواتي نموذجًا للتعاون البنّاء القادر على ربط الجهود الدولية والإقليمية والمحلية. فالدعوة إلى إنشاء صندوق إقليمي تحت إشراف مهني محايد، إلى جانب تعبئة طاقات السوريين المهرة والناجحين في الخارج، تؤسس لشراكة متعددة الأبعاد تهدف في نهاية المطاف إلى دعم صمود الشعب السوري وتمكين اقتصاده والمساهمة في تحقيق الاستقرار والازدهار المنشودين.
