تشير تقارير محلية إلى مقتل شابين، هما زهير النمشة وميْمون، خلال مداهمة نفذتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مدينة الطبقة بريف الرقة يوم الاثنين. وذكرت شبكة مراسل الشرقية أن أكثر من 15 شخصًا اعتُقلوا في العملية نفسها دون توضيح التهم الموجهة لهم.
في دير الزور، أفادت شبكة نهر ميديا بأن محمد العيدات قُتل برصاص عناصر قسد أثناء محاولة اعتقاله في منزله ببلدة جديد عكيدات. كما امتدت المداهمات إلى بلدات مجاورة مثل درنج والطيانة، ما زاد من حدة التوتر في شرق سوريا.
اتهامات بالقمع السياسي
بينما تزعم قسد أن هذه العمليات تستهدف خلايا تابعة لتنظيم داعش، يؤكد ناشطون ومواطنون أن الاتهامات غالبًا ما تكون ذات دوافع سياسية. ونقلت قناة “تلفزيون سوريا” عن مصادر قولها إن العشرات اعتُقلوا خلال الأشهر الأخيرة بسبب رفع علم سوريا، أو حيازة صور للرئيس أحمد الشرع، أو نشر رسائل مؤيدة للحكومة.
وعلى الرغم من تبني الإدارة الذاتية (قسد) رسميًا علم الثورة السورية، استمرت الاعتقالات المرتبطة بالتعبير عن الهوية الوطنية السورية. وأفادت قناة تلفزيون سوريا بأن أكثر من 50 شخصًا، بينهم أطفال وكبار سن، اعتُقلوا هذا الأسبوع في قرية المويلح بريف الرقة وسط إطلاق نار كثيف.
تصعيد ضد قوات الدولة
امتدت تحركات قسد إلى اشتباكات مع قوات الحكومة. ففي 22 سبتمبر، قُتل عنصر من الجيش السوري وأصيب اثنان آخران عندما تعرضت آليتهم لهجوم قرب دوار الليرمون في حلب. وأفادت تقارير محلية بأن قسد زعمت أن الهجوم جاء ردًا على اعتداءات من “فصائل غير منضبطة” تابعة لوزارة الدفاع.
يأتي هذا التصعيد رغم اتفاق 10 مارس الموقع بين الرئيس الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، والذي ينص على دمج مؤسسات قسد ضمن الدولة السورية ووقف الأعمال العدائية. وأوضح الباحث محمد سليمان لقناة تلفزيون سوريا أن تكرار هذه الحوادث يمثل خرقًا للاتفاق، مضيفًا أن عناصر متشددة مرتبطة بـ حزب العمال الكردستاني (PKK) تسعى على ما يبدو إلى إثارة مزيد من المواجهات.
مكافحة الإرهاب كورقة ضغط
تواصل قسد التركيز على عمليات مكافحة داعش، معلنة تنفيذ 70 مداهمة منذ ديسمبر 2024 بدعم من التحالف الدولي. ووفقًا لبيانات قسد، أسفرت هذه العمليات عن اعتقال 95 مشتبهًا، بينهم ثلاثة قادة، بينما قُتل 30 عنصرًا من قسد و6 مدنيين في هجمات انتقامية.
لكن محللين يحذرون من أن قسد تستخدم وجود آلاف معتقلي داعش في سجونها كورقة ضغط سياسي. فمن خلال تصوير دورها كعنصر أساسي في مكافحة الإرهاب، عززت قسد علاقاتها مع شركاء دوليين، في وقت تواجه فيه انتقادات من عشائر عربية وناشطين ومجتمعات محلية تتهمها باستخدام مكافحة داعش لتبرير القمع السياسي.
المدارس والمجتمع تحت الضغط
إلى جانب العمليات الأمنية، عبّر سكان في الحسكة والرقة عن غضبهم من سياسات قسد التعليمية. فقد رفض شيوخ العشائر العربية فرض مناهج تعليمية تابعة لقسد وإغلاق المدارس الحكومية، محذرين من تدمير مستقبل آلاف الطلاب.
وبينما يشارك الرئيس الشرع في أعمال الدورة الـ80 للأمم المتحدة في نيويورك، تستمر الاعتقالات وقتل المدنيين والخلافات حول الحوكمة في إلقاء ظلال من الشك على التزام قسد بتعهداتها الواردة في اتفاق مارس.