
يراقب العالم عن كثب أول انتخابات برلمانية في سوريا منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، والتي تمثل نقطة تحول حاسمة في تاريخ البلاد السياسي. وتُعد هذه الانتخابات اختبارًا لقدرة سوريا على إقامة عملية انتخابية فعّالة بعد سنوات من الصراع والحكم الاستبدادي.
تتابع وسائل الإعلام الغربية والعربية الحدث عن كثب، واصفة إياه بلحظة مليئة بالأمل والمراقبة الدقيقة في الوقت نفسه. ويرى العديد من السوريين في مجلس الشعب الجديد فرصة لإجراء الإصلاحات المنتظرة منذ زمن طويل واستعادة ثقة الجمهور في مؤسسات الدولة.
التغطية الإعلامية تسلط الضوء على الطموحات
أبرزت وسائل إعلام إقليمية مثل صحيفة الغد الأردنية أن السوريين يصوتون بحرية لأول مرة منذ عقود. وأشارت الصحيفة إلى أن البرلمان القادم من المتوقع أن يمهد الطريق لعملية انتقالية أوسع ويقدم إصلاحات تشريعية رئيسية لتحديث الإطار القانوني والسياسي للدولة.
وأعربت صحيفة الشرق عن نفس الرأي، مشيرة إلى أن الانتخابات تهدف إلى تعزيز الاستقرار الداخلي بعد سنوات من الاضطرابات. وذكرت أن حل مجلس الشعب السابق تم الإعلان عنه في 29 يناير خلال “مؤتمر النصر” الذي عُقد بعد انهيار النظام بفترة قصيرة.
ردود الفعل الدولية تعكس تفاؤلًا حذرًا
كما علقت الشبكات العالمية الكبرى على الحدث. فقد أفادت BBC بأن الانتخابات البرلمانية الجديدة تمثل “بداية حياة سياسية جديدة”، مستشهدة بمحللين اعتبروا أن التصويت إنجاز مهم للشعب السوري. وأضاف التقرير أن الانتخابات تظهر عزم البلاد على إعادة البناء رغم التحديات المستمرة لوحدتها وأمنها.
وأشار التقرير إلى أن سوريا أجرت آخر انتخابات في يوليو 2024، أي قبل خمسة أشهر من سقوط النظام، وأن هيكلية مجلس الشعب ظلت إلى حد كبير دون تغيير لعقود. واقترح التقرير أن التصويت الحالي قد يشير إلى نهاية فترة الركود السياسي.
أمة تسعى للتجديد
وصفت دويتشه فيله (DW) الانتخابات بأنها فرصة واختبار في الوقت نفسه. ففي حين يرى بعض المراقبين أن العملية تمثل خطوة نحو إعادة الحياة السياسية، يشكك آخرون فيما إذا كانت مثل هذه الإصلاحات يمكن أن ترسخ في ظل عدم الاستقرار المستمر. ومع ذلك، يشير ارتفاع عدد المتقدمين للترشح إلى تجدد الحماس السياسي بين السوريين الذين يتطلعون للمشاركة في تشكيل مستقبل بلادهم.
