
لأول مرة في تاريخه، شارك البنك المركزي السوري في المؤتمر المالي العالمي “سايبوس 2025” الذي عُقد في مدينة فرانكفورت بألمانيا بين 29 أيلول و2 تشرين الأول.
يُنظم هذا الحدث من قبل جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (SWIFT)، ويجمع نخبة القادة في قطاعات البنوك والتكنولوجيا المالية حول العالم لمناقشة قضايا الابتكار والتنظيم والتعاون في النظام المالي الدولي.
تشكل هذه الدعوة محطة بارزة في مسيرة القطاع المالي السوري، إذ تعكس سعياً متجدداً للانفتاح على المؤسسات الدولية بعد سنوات من العزلة. وقد ترأس الوفد السوري عبد القادر حصرية، محافظ بنك سوريا المركزي، ممثلاً البلاد في ظل جهود الإصلاح المستمرة لتعزيز وتحديث النظام المالي الوطني.
المشاركة في ظل جهود الإصلاح المالي
تأتي مشاركة سوريا في وقت حاسم، مع تسارع خطط الحكومة للتعافي الاقتصادي وإصلاح القطاع المصرفي. ويرى المسؤولون في المؤتمر فرصة لاكتساب المعرفة بأحدث الاتجاهات في المجالات المصرفية الرقمية، والأمن السيبراني، وأنظمة الدفع عبر الحدود.
وصف الحصرية مؤتمر “سايبوس” بأنه منصة قيّمة لتبادل الخبرات وفهم كيفية تكيف الأنظمة المالية العالمية مع التغير التكنولوجي السريع، مشيراً إلى أن البنك المركزي السوري يسعى للاستفادة من هذه التجربة لتعزيز الاستقرار المالي الوطني وتشجيع الابتكار في القطاع المصرفي.
بناء جسور في المجتمع المالي العالمي
يُعد المؤتمر منصة رفيعة المستوى للحوار بين البنوك المركزية والمؤسسات المالية الدولية وشركات التكنولوجيا المالية الرائدة.
وبالنسبة للوفد السوري، تمثل المشاركة فرصة لإعادة بناء الثقة وتبادل الخبرات مع نظرائهم من الاقتصادات الكبرى.
وأكد الحصرية أن التواصل المباشر مع قادة المال العالميين يمكن أن يساعد سوريا في إعادة بناء علاقاتها المصرفية الدولية واستكشاف مشاريع تعاون في مجالات مثل أنظمة الدفع الرقمية وتطوير السياسات النقدية.
خطوة نحو التحديث والاندماج الدولي
ترى إدارة البنك المركزي أن هذه المشاركة تتجاوز الرمزية، إذ تمثل خطوة ملموسة نحو تحديث البنية التحتية المالية الوطنية.
ويعمل البنك على تنفيذ إصلاحات تهدف إلى توسيع الوصول إلى الخدمات المالية، وتحسين الشفافية التنظيمية، ودعم اقتصاد مستدام قائم على التكنولوجيا.
ووفقاً للبنك المركزي السوري، فإن المشاركة في “سايبوس” تنسجم مع الرؤية الوطنية الأوسع الرامية إلى إنشاء نظام مالي مستقر وفعّال وشفاف قادر على دعم التنمية الاقتصادية طويلة الأمد.
ومع سعي سوريا إلى العودة إلى المجتمع المالي الدولي، تمثل مشاركة البنك المركزي في مؤتمر فرانكفورت خطوة استراتيجية نحو تعزيز التواصل والثقة في الأسواق العالمية.
