وقّعت المؤسسة السورية للبريد مذكرتي تفاهم مع كلٍّ من مؤسسة البريد التركية ومجموعة بريد المغرب، في خطوة كبيرة نحو إعادة هيكلة قطاع البريد الوطني ودمجه ضمن جهود التحول الرقمي في البلاد.
وتمّ توقيع الاتفاقيتين من قبل عماد الدين حمد، المدير العام للمؤسسة السورية للبريد، إلى جانب هاكان غولتان، المدير العام لمؤسسة البريد التركية، وأحمد التويمي، المدير العام لمجموعة بريد المغرب.
وبحسب المسؤولين، تهدف هذه الشراكات إلى معالجة التحديات الهيكلية المزمنة التي تواجه البريد السوري، بما في ذلك البنية التحتية القديمة، وتراجع جودة الخدمات، وضعف الممارسات الإدارية التي أدّت إلى تراجع ثقة الجمهور بالمؤسسة.
مجالات التعاون الرئيسية
تحدّد المذكرتان عدداً من مجالات التعاون الاستراتيجية، منها تعزيز التجارة الإلكترونية من خلال تطوير خدمات الطرود وتحويل الأموال، وربط الشبكات البريدية بمنصّات التجارة العالمية، وتوسيع الخدمات المالية واللوجستية مثل الحوالات الإلكترونية، والخدمات المصرفية البريدية، والدفع الرقمي.
كما تؤكد الاتفاقيتان على تحسين أداء مراكز الخدمات اللوجستية، وتطوير الكفاءات البشرية عبر برامج التدريب وتبادل الخبرات، وضمان معايير قوية لحماية البيانات من خلال تطبيق أفضل الممارسات في أمن المعلومات والخصوصية.
أدوار مميزة وأهداف مشتركة
تحمل كل اتفاقية تركيزاً خاصاً؛ إذ تركز الشراكة مع تركيا على تنفيذ حلول الأتمتة وتحسين خدمات الطرود السريعة، بينما تهدف الشراكة مع المغرب إلى تعزيز التكامل الإقليمي ومواءمة العمليات مع معايير الاتحاد البريدي العالمي (UPU).
ووصف حمد الاتفاقيتين بأنهما “محطتان نوعيتان” في مسار تحديث البريد السوري، مشيراً إلى التزام المؤسسة باستراتيجية عملية تقوم على الأتمتة وتبسيط عمليات الدفع وحماية البيانات. وأوضح أن هذه الشراكات تعكس رؤية أوسع لاستعادة ثقة الجمهور وجعل البريد السوري لاعباً رئيسياً في الخدمات اللوجستية الرقمية.
نحو كفاءة وربط أكبر
ويتوقّع المسؤولون أن تسهم هذه الشراكات في تحسين أوقات التسليم، وخفض التكاليف، وتوسيع الوصول إلى الخدمات المالية، وزيادة كفاءة العمليات اللوجستية. ومن شأن ذلك أن يعزّز مكانة المؤسسة السورية للبريد كمزوّد موثوق للخدمات على المستويين الإقليمي والدولي، مساهماً في تطوير الخدمات الرقمية والاقتصادية في سوريا.
