
شهد قطاع التعليم العالي في سوريا خلال السنوات الأخيرة تحديات كبيرة نتيجة الحرب التي دمّرت البنية التحتية، وعطّلت الأنظمة التعليمية، وهجّرت الملايين، مما ترك جيلاً كاملاً يعاني من ضعف الوصول إلى التعليم الجيد. وفي مواجهة هذه التحديات، اتخذت تركيا خطوة استباقية عبر إنشاء جامعات تركية داخل الأراضي السورية، بهدف توفير فرص تعليمية والمساهمة في إعادة إعمار المنطقة.
تأسست أول جامعة تركية عام 2018 في مدينة عفرين شمالي سوريا، تلتها فروع أخرى في مناطق مثل حلب وإدلب. وتقدّم هذه الجامعات برامج متنوعة تشمل الهندسة والطب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وفق مناهج مصممة لتتوافق مع المعايير الدولية.
وفي منتصف أيار الماضي، وقّع وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي ورئيس مجلس التعليم العالي التركي إرول أوزفار اتفاقية تعاون مشتركة في مجالات البحث العلمي، تهدف إلى وضع رؤية مستقبلية لإنشاء جامعة مشتركة، وإدخال الذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات والبرامج الأكاديمية.
وخلال كلمته في افتتاح العام الدراسي 2025-2026 في جامعة البحر الأسود التقنية بمدينة طرابزون شمال تركيا، أعلن أوزفار عن قرب إنشاء جامعة الصداقة التركية السورية في دمشق، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاق تأسيسها سيتم خلال الأيام المقبلة، وأن الجامعة التركية ستسهم في دعم إنشائها ومراحل بنائها، كما يجري العمل على افتتاح فرع لها في حلب.
خطوة نحو التنمية التعليمية
يسهم وجود الجامعات التركية في تعزيز التبادل الثقافي بين سوريا وتركيا، إذ يتيح للطلاب الاطلاع على مناهج تعليمية وأساليب تدريس مختلفة، ويعزّز التفاهم والتعاون بين البلدين.
كما يُعتبر التعليم ركيزة أساسية في إعادة بناء الاقتصاد، إذ تُخرّج هذه الجامعات كوادر مؤهلة في مجالات متعددة تساهم في إعمار سوريا خلال مرحلة ما بعد الحرب.
وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية تركيا لتعزيز نفوذها في المنطقة ودعم الشعب السوري، كما تعكس تحسّن العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة.
