
اقترب قانون قيصر — الذي فُرض على سوريا عام 2020 لمعاقبة نظام الأسد — من الإلغاء الكامل، بعد أن صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح إلغائه ضمن قانون تفويض الدفاع الوطني. ويُعد هذا القرار نقطة تحوّل محتملة في العلاقات الأمريكية السورية، وفي مسار التعافي الإنساني والاقتصادي لبلدٍ يسعى لإعادة بناء نفسه بعد سنوات من الصراع.
تصويت مجلس الشيوخ “انتصار دراماتيكي”
أعلن محمد غانم، عضو المجلس السوري الأمريكي، أن مجلس الشيوخ أقر نسخته من ميزانية الدفاع بأغلبية 77 صوتًا مقابل 22، متضمنة بندًا ينص على “الإلغاء غير المشروط” لقانون قيصر مع نهاية عام 2025. ووصف غانم القرار بأنه “انتصار دراماتيكي بكل معنى الكلمة”.
وأوضح غانم أن التعديلات الجديدة على مشروع القانون حوّلت الشروط السابقة الملزِمة إلى أهداف غير ملزمة، ما يمنح الكونغرس خيار — لا التزام — إعادة النظر في فرض العقوبات بعد 12 شهرًا إذا لم تتحقق معايير سياسية معينة. وسينتقل المشروع الآن إلى لجنة مشتركة مع مجلس النواب قبل رفعه إلى الرئيس ترامب للمصادقة النهائية.
ورحّب السيناتور الجمهوري جو ويلسون بالنتيجة، قائلاً في منشور على منصة X إن “هذه العقوبات القاسية فُرضت على نظام لم يعد موجودًا، ولحسن الحظ انتهى”، مضيفًا أن “نجاح سوريا الآن يعتمد على رفعها الكامل والنهائي”.
الحكومة السورية ترحب بالخطوة
رحبت وزارة الخارجية السورية بتصويت مجلس الشيوخ واعتبرته “خطوة بنّاءة” نحو إعادة بناء العلاقات مع واشنطن. وقالت الوزارة في بيانٍ صدر الجمعة إن قانون قيصر “فُرض على [نظام الأسد] نتيجة لجرائمه، واستمراره بعد زوال النظام ستكون له تبعات إنسانية واقتصادية خطيرة على الشعب السوري”.
وأضاف البيان أن القرار “يمثل خطوة بنّاءة لإعادة توجيه العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة”، معربة عن الأمل في “استمرار الحوار والتنسيق” لإكمال مسار الإلغاء الكامل.
وردّد وزير الخارجية أسعد الشيباني هذا الموقف في منشور على X، قائلاً إن القرار يمثل “بداية عهد جديد من البناء والنهضة”، مضيفًا أن الخطوة “ستعيد كرامة الشعب السوري وحقه في إعمار أرضه وبناء مستقبله”.
القيادات الدينية تدعم الإلغاء الكامل
أصدرت منظمة المسيحيون السوريون في أمريكا، وهي منظمة غير ربحية تعزز الصداقة بين السوريين والأمريكيين، رسالة مفتوحة إلى الكونغرس موقّعة من قادة الكنيسة في سوريا، دعت فيها إلى “الإلغاء الكامل والدائم” لقانون قيصر، مشيرةً إلى آثاره المدمّرة على الاقتصاد والبنية التحتية السورية، ودوره في دفع المسيحيين إلى الهجرة من وطنهم.
وجاء في الرسالة: “نؤمن بشدة أن العدالة لا يمكن أن تُبنى على عقوبات تثقل كاهل الشعوب بأكملها”، داعية الكونغرس إلى “التمسك بقيم الحرية والكرامة والعدالة عبر إلغاء هذا القانون الجائر”.
تفاؤل رسمي بفتح صفحة جديدة
ومع تعبير مسؤولين أمريكيين وسوريين عن تفاؤلهم، يرى مراقبون أن الإلغاء قد يمهّد لمرحلة جديدة من التعاون وإعادة الإعمار. وأكدت وزارة الخارجية السورية أن التصويت “يؤسس لمرحلة أكثر استقرارًا وتعاونًا على المستويين الإقليمي والدولي”.
وإذا تم إقرار الإلغاء نهائيًا، فسينتهي أحد أكثر أنظمة العقوبات شمولًا في تاريخ سوريا — في إشارة إلى أن واشنطن ودمشق، بعد عشرة أشهر من سقوط نظام الأسد الإجرامي، ربما أصبحتا مستعدتين أخيرًا لفتح صفحة جديدة.
