
شهدت سوريا خلال العقد الماضي سلسلة من موجات الجفاف الشديدة، ناجمة عن تغير المناخ وسنوات الصراع وسوء إدارة الموارد المائية، ما أدى إلى انخفاض حاد في الإنتاج الزراعي، وارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي، ونزوح العديد من العائلات داخل البلاد.
وفي استجابة للأزمة المتفاقمة، نظمت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية بالتعاون مع منظمة الفاو ورشة عمل كبرى في فندق الشيراتون بدمشق بعنوان “التخفيف من آثار كارثة الجفاف”، بهدف وضع خطة عمل مشتركة للتعامل مع التحديات الفورية والمتوسطة الأجل للجفاف.
التنسيق الوطني والاستجابة العاجلة
قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح في كلمته الافتتاحية إن سوريا تشهد أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 36 عامًا، داعيًا إلى توحيد الجهود الوطنية لمواجهة الأزمة.
وأضاف الصالح: “واجبنا الوطني والأخلاقي يفرض علينا مواجهة هذا التحدي بشكل منسق ومنظم. يجب أن تكون هذه الورشة منصة لتوحيد جهودنا وصياغة استجابة وطنية شاملة وواقعية”.
الفاو تسلط الضوء على تراجع الإنتاج الزراعي
وفي مقابلة مع Levant24 أوضح بيري أن إنتاج القمح في سوريا انخفض هذا العام إلى 2.7 مليون طن نتيجة لتأثيرات الحرب والجفاف الشديد.
وأشار إلى أن أكثر من 60% من السكان يعانون اليوم من انعدام الأمن الغذائي، بسبب تراجع الاستيراد وافتقار البنية التحتية اللازمة لاستثمار مياه نهر الفرات.
وأكد أن الزراعة تشكل العمود الفقري للمجتمع السوري، إذ يعتمد نحو نصف السكان عليها كمصدر رئيسي للدخل، لافتًا إلى أن 73% من العائدين إلى البلاد أبدوا رغبتهم في العمل في القطاع الزراعي باعتباره طريقًا نحو الاستقرار والتعافي.
الدعوة إلى تطوير أنظمة إنذار مبكر وتخطيط موحد
وصف بيري الجفاف الحالي بأنه “تحدٍّ خطير” يتطلب تحركًا عاجلًا ومنسقًا، مشددًا على أهمية تطوير أنظمة إنذار مبكر وتنفيذ إجراءات وقائية للتنبؤ بأزمات الجفاف المستقبلية والحد من آثارها.
كما أشار إلى الجهود الجارية بين وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث وشركائها الدوليين، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي (WFP) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) واليونيسف (UNICEF) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، بهدف وضع خطة وطنية موحدة للاستجابة للجفاف.
