
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم إلى موسكو في أول زيارة له إلى روسيا منذ توليه منصبه. وتأتي هذه الزيارة رفيعة المستوى، التي تضم وزراء الخارجية والدفاع والاستخبارات السوريين، بهدف إعادة صياغة أسس العلاقات السورية الروسية.
وبحسب معلومات حصرية حصلت عليها Levant24″ (L24)” من مصادر مقربة من الحكومة السورية، فإن الزيارة تمثل بداية مرحلة جديدة قائمة على “القرار المستقل والسيادة الوطنية الكاملة”. ووصفت المصادر الاجتماعات بأنها محاولة لإعادة تنظيم العلاقة بين روسيا والدولة السورية الجديدة على أساس المساواة والاحترام المتبادل، لا التبعية.
من المقرر أن يلتقي الرئيس الشرع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث ملفات أمنية وسياسية رئيسية، من بينها وجود القوات الروسية في سوريا ومستقبل المشاريع الاقتصادية المشتركة.
الأمن والعقوبات في صدارة الملفات
تشير تركيبة الوفد السوري، وخصوصًا مشاركة رئيس جهاز الاستخبارات العامة، إلى أولوية الملفات الأمنية الحساسة. وأفادت مصادر “L24″ بأن المحادثات ستتناول “إرث النظام السابق” والقضايا المتعلقة بوجود القوات الأجنبية داخل الأراضي السورية.
كما تحمل الزيارة وزنًا دبلوماسيًا كبيرًا، إذ تسعى دمشق من خلالها إلى الاستفادة من نفوذ موسكو في مجلس الأمن الدولي لتخفيف العقوبات المفروضة عليها. ومن المتوقع أن يؤكد الرئيس الشرع على عمق الشراكة التاريخية بين سوريا وروسيا منذ الحقبة السوفييتية، مع التشديد على أن التعاون المستقبلي يجب أن يعكس واقع سوريا ما بعد الحرب.
وقال مصدر سوري رفيع المستوى لـ”L24”:
“العلاقة تنتقل من مرحلة التبعية العسكرية إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية. دور روسيا في مرحلة الحرب كان حاسمًا، لكن دورها في مرحلة إعادة الإعمار يجب أن يكون بنّاءً ومتماشيًا مع المصالح السورية بشكل كامل”.
بين السيادة والشراكات العالمية
تركّز زيارة الرئيس الشرع على رسالة مفادها أن سوريا ستنتهج سياسة خارجية متوازنة، لا تنحاز إلى أحد المعسكرين، الشرقي أو الغربي. وقد أوضحت الحكومة الجديدة أن سوريا ما بعد الأسد دولة مستقلة تسعى لعلاقات بنّاءة مع جميع القوى العالمية، مع التأكيد على أن سلامة الأراضي السورية مبدأ غير قابل للتفاوض.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الجانبين يسعيان إلى إقامة “علاقة قائمة على احترام السيادة”، مضيفًا أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا ستبقى “فقط طالما كانت هناك ضرورة لبقائها”، وقد تُستخدم مستقبلاً في التنسيق الإنساني.
نحو شراكة معاد تعريفها
يرى المحللون أن هذه الزيارة تشكل اختبارًا لقدرة سوريا على فرض استقلاليتها مع الحفاظ على دعم روسيا وسط تغيرات إقليمية متسارعة. وقد أشار الطرفان إلى أن التعاون المستقبلي سيركز على إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والاستقرار الإقليمي.
واختتم المصدر لـ”L24″ القول:
“هذه الزيارة لا تتعلق بالماضي، بل بتحديد موقع سوريا في النظام الإقليمي الجديد”.
