
تواجه السلطات في محافظة السويداء جنوب سوريا صعوبات في استعادة الاستقرار وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة وسط استمرار عرقلة الفصائل الانفصالية المرتبطة بإسرائيل.
وأعلن محافظ السويداء مصطفى البكور يوم الجمعة 17 تشرين الأول أن خطة ترميم المنازل المدمّرة خلال الاضطرابات الأخيرة قد بدأت، لكنها تسير ببطء بسبب نقص الأيدي العاملة وتدخل الجماعات المسلحة.
وقال البكور لوسائل إعلام محلية: “هذه الفصائل تمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم لأنها تستفيد مادياً من حالة النزوح”.
وأشار إلى أن نحو 30 قرية في ريف السويداء الغربي تعرضت لأعمال تخريب وحرق متعمد، ما أجبر العديد من السكان على النزوح باتجاه درعا ودمشق. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر منازلاً ومحالاً تجارية محترقة ومنهوبة في المناطق المتضررة.
ورغم التحديات، أطلقت المحافظة مبادرة إنسانية لتسجيل النازحين الراغبين في العودة، ضمن جهود أوسع لإحياء المجتمعات المحلية وإعادة الخدمات الأساسية. وأكد المسؤولون أن هدفهم هو “صون كرامة المواطنين وتسريع عملية الاستقرار”.
حملة مجتمعية تجمع ملايين الدولارات لإعادة الإعمار
اختُتمت في 12 تشرين الأول حملة تبرعات كبرى بعنوان “السويداء منا وفينا“، حيث جمعت 14.6 مليون دولار لإعادة الإعمار.
وقال المحافظ البكور إن الأموال ستُستخدم لإعادة بناء المدارس ودور العبادة والمراكز الثقافية والمنازل في أنحاء المحافظة.
وتشمل المبادرة ترميم 50 مدرسة، و35 مسجداً، و50 مزاراً درزياً، و15 كنيسة، إضافة إلى خطط لإعادة تأهيل 20 ألف منزل وتعزيز المرافق العامة كالكهرباء والإنارة وأنظمة المياه.
وأضاف البكور: “تدهور الخدمات في السويداء ليس نتيجة إهمال الدولة، بل بسبب جهات محلية تعيق التنسيق مع الحكومة”.
وقد بدأت قوافل إنسانية تحمل مواد غذائية ووقوداً ومواد بناء بالدخول إلى المحافظة عبر طرق دمشق ودرعا، ضمن الجهود المستمرة لإعادة تنشيط الحركة الاقتصادية.
النفوذ الانفصالي والارتباطات الخارجية يؤججان الاضطرابات
رغم تقدم أعمال إعادة الإعمار، ما تزال الاضطرابات مستمرة في بعض مناطق السويداء الواقعة تحت نفوذ الجماعات المسلحة الموالية للزعيم الدرزي حكمت الهجري.
وتتألف ميليشيا الهجري المسماة بـ“الحرس الوطني“ من نحو 30 فصيلاً محلياً، وقد اشتبكت مراراً مع القوات الحكومية.
وأفادت مصادر محلية بوجود هدوء حذر في 16 تشرين الأول بعد تبادل إطلاق النار بين الحرس الوطني ووحدات من الأمن الداخلي قرب قريتي ولغا وريمة حازم.
وأثار الهجري جدلاً واسعاً لاستخدامه مصطلح “جبل باشان” العبري للإشارة إلى جبل العرب في تصريحات علنية — وهو ما اعتُبر محاولة للتقرب من إسرائيل.
ورفع أنصاره الأعلام الإسرائيلية خلال مظاهرات طالبت بـ”الاستقلال” عن دمشق وفتح معبر باتجاه الأراضي التي تحتلها إسرائيل.
وتواصل الحكومة السورية التنسيق مع الوكالات الإنسانية وشيوخ العشائر لخفض التوترات، إلا أن أعمال العنف المتقطعة والدعوة للانفصال لا يزالان يشكلان عائقاً أمام تحقيق الاستقرار الدائم.
وأكد مسؤولون أن الدولة ماضية في التزامها بإعادة النازحين لقراهم واستعادة الأمن في المحافظة رغم استمرار هذه التحديات.
